مات برنارد لويس عن مائة وعامين ..
أول كتاب قرأته له " الغرب والشرق الأوسط " كنت في الصف التاسع . يعجب فيه كيف هضم العرب والمسلمون مصطلح " الشرق الأوسط " مصطلح نزع الهوية عن المنطقة .
ترجمنا في " مركز الشرق العربي : كتابه أزمة الإسلام .
برنارد لويس : يهودي - بريطاني - أمريكي ، سيتمنى كل مثقف عربي مسلم أن يستطيع خدمة قضيته مثله .
يمثل برنارد لويس مدخلا تاريخيا حضاريا لساسة الغرب والأمريكيين لفهم الإسلام والمسلمين ، ثقافتهم وتاريخهم ، وواقعهم وتطلعاتهم ..
أخطر صور الباطل ما اختلط بالحق ، والمنهجية ، واعتمد على الموسوعية وسعة الاطلاع والدأب في التحصيل والتتبع والتقاط الإشارات ، وأخطر ما يكون الأمر عند التوظيف ..
إن مثقفا عربيا ، أو سياسيا عربيا ، لم يقرأ برنارد لويس ، لن يستطيع أن يدرك صورته في مرآة الغربيين ، كان برنارد بارعا في تمرير الصورة ، حتى يجعلك وأنت ترى صورتك في مرآته تتحسس خصل شعرك ..
لا أحب إدانة برنارد ، أدعو إلى فهمه وتتبعه كما فهمنا وتتبعنا ، وتصحيح فهمه وتقويم أحكامه والاستدراك على إطلاقاته وتفسيراته ..
يمثل برنارد لويس خلفية القرار الأوربي - الأمريكي كما يريدها الصهيوني صاحب المشروع . وربما يستمر كذلك حتى قرن قادم ..
لا نحب أن نرد على من درس وتعب وحرّف وفسّر بالانتقاص والقدح بل نقول إن برنارد لويس بمؤلفاته وأطروحاته يستحق أن يكون موضوع دراسة حضارية عقلانية تضع الحق في نصابه ..
لسنا شعوبا تاريخية ولا طائفية ولا متعصبة ولا منغلقة . بل نحن جسر الحضارة الوسط كنا وسنبقى ..
وسوم: العدد 773