مسيرة العودة .. النّبوءة الحقيقية

في ذكرى النكبة عامّة، وفي يوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس خاصّة، تحتشد الجماهير الفلسطينية على اختلاف مساربها وتوجّهاتها الفكرية، على خطّ النار المُستلب، انطلاقاً من غزة لتعم أرجاء فلسطين والعالم أجمع، فتُعيدَ الاعتبار للقضية الفلسطينية التي خبا ضوؤها في ظل التجاذبات الإقليمية، فيأتي الصوت الفلسطيني مُحطّماً حاجز الصمت الدولي، ليقول: عائد – عائد بقوة، بعنفوان الفلسطيني، بعصا داوود فقط !! 

إنّه صوت الحق الذي جاء بكم في ذروة أعيادكم إلى حدودنا .. إنه رجع الصدى الفلسطيني الذي اخترق آذانكم، فحرمكم النوم لسنوات سابقة وأخرى لاحقة .. إلى أن يعود الحق لأصحابه .

في هذا الصدد يتساءل *بشير سعادات* في ردّه على (آفي ديختر) الذي وصف مسيرة الحق بـ ( الهّبّل ) قائلاً: ( كيف ستوقفون آلاف المواطنين الذين بدؤوا سيرهم نحو أرضهم التي طردتموهم منها ؟؟ مُذكِّراً إيّاه بالرواية اليهودية التي حرصوا على تعليمها لليهود صغاراً وكبارها، ومفادُها: "انتصار (داوود) الصغير الهيئة، الأعزل من السلاح والدروع إلا من عصا "ظاهراً"، المليء بالحق واليقين والإصرار "حقيقةً"، وقتله (جالوت) المُدجّج بالسلاح والمدرّع بالحديد منتفخاً بأناه الزائفة باطلاً .. ناقلاً كلماتهم من كتاباتهم : "بالتدريع والقوة لا ننتصر، وإنما بالحق ننتصر" ، ولتنتظر يا (ديختر) يوماً كيوم جالوت ).

ولعلّ حدثاً مهمّاً مثل هذا جدير بأن يحرّك ضمائر المُفكرين وأصحاب الأقلام الحرة، وكذا أصواتهم في كل مكان.. وعليه :

نسوق لكم آراء بعض من أدلى بدلوه -إلى الآن-  في هذه المجموعة الكريمة، حيث أشار *الأستاذ هاني العموش* إلى روح المقاومة التي لا تنطفئ، مؤكداً أنّ الحق يعلو، مقاوماً روح اليأس التي يحاول البعض بثها في سبيل إضعاف الأمة، تماهياً مع الصهاينة واستسلاماً، رفَضَه أهل الضفة، اقتداءً بشرفاء غزة، وفي الآن ذاته هي صفعة للصهاينة.

كما نوّه *الدكتور بسام ضويحي* إلى أنّ عدالة القضية الفلسطينية وجلائها، وظلم اليهود وإجرامهم وما استخدموه في حربهم من أدوات وأساليب دنيئة، تستنكرها كافة الشرائع والأعراف، جعلت الفلسطيني على اختلاف فئته العمرية، واختلاف مسلكه، مدافعاً عن أركان ثلاثيته، متمسكاً بحذافيرها ( الوجود – الأرض – العقيدة ). 

ولا بد من الإشارة إلى أنَّ عزيمة الفلسطيني الجبّارة، ألهمت أحرار العالم يهوداً عرباً ومسلمين وغيرهم كي يتبنّوا هذه القضية العادلة، فتغدو قضيتهم، فيدافعوا عنها بلسان الحق، فاضحين نِفاق المجتمع الدولي، وثقافتهم حيث الكيل بمكيالين، مؤكدين على وجوب اتّخاذ تدابير معيّنة ليس أقصاها الشجب والاستنكار، فـ إسرائيل – حسب أحرار العالم _:

إرهابية، سرقت أرضاً ليست أرضها ونكّلت بالفلسطينيين، حسب مذيع أمريكي.

دولة معتدية لا تعرف سوى العنصرية، حسب النائب في البرلمان الايرلندي.

لا تفهم سوى لغة الضغط الاقتصادي والعسكري، ولابد من فرض العقوبات عليها، فضلاً عن طرد ممثليها في الخارج، حسب أحد النواب في البرلمان المغربي.

وها هي جامعة رحب في فرنسا بطلابها الأحرار، استقبلوا سفيرة اسرائيل بكلمة واحدة قائلين الحرية لفلسطين ، مغادرين القاعة على فورهم.

فضلاً عن مواقف كثيرة ليس آخرها موقف المذيع البريطاني ( جورج غالوي ) وقد نُشر له قبل سنوات قوله: "إسرائيل دولة عصابات إرهابية، تقتل الناس في أعالي البحار وتسرق جوازات سفر أخرى لتقتل مسؤولين فلسطينيين في دبي، مؤكداً أن أيامها معدودة، وأن ثمة تغيير كبير في طريقه للشرق الأوسط لكنه ليس تغييراً كما تتمنى عصابة إسرائيل الاستيطانية".  

وهكذا سيبقى الباب مفتوحاً لآرائكم وتعليقاتكم ما كان الفلسطيني مُهجّراً ، يُقاتل حيناً ويُفاوض باحثاً عن حل استراتيجي لقضيته العادلة حيناً آخر.

وسوم: العدد 774