ليلة تاسع ربيع

اعتاد البعض من طلبة العلم لمذهبنا الشيعي (سلمهم الله)، على الاحتفال في ليلة التاسع من شهر ربيع بكل سنةٍ هجريةٍ بعلاماتٍ صبيانيةٍ، وأفعالٍ تعجُبيةٍ، وألوانٍ ورديةٍ، وابتساماتٍ مخمليةٍ.. لن نقول (للتجغيف، والترجيف، والترديف، والنهوصة، والنخرة)، ولن نقول لماذا، وعلام، ومن، كي لا نُهيل الثرى على الثرى!

المُضحك المُدجل، والسؤال المُعَول، أن يُخرجها ذاك كصيبٍ دينيٍّ واقعٍ، ويتبعها الآخر لثبوت مُراهقته المكبوتة بشكلٍّ ساجعٍ، وكلما تكشف مضمون هذا الفعل تغير مُسمى الحفل، وجُنب دُخول الصغار؛ والمثير في الأمر، بمن يقود هذا الشطح والنطح منهم؟!

أجل، يعيش البعض على بقايا الأحلام، ورائحة الرهام، وقصص الكرامات، وأصوات العلامات، وما إن يُغير صوت الفحوى والعميد، إلا وتبقى الفحولة بذات الفكر، والسلوك، وقطع الغيار، دون انتهاء الصلاحية طبعاً (صبه حقنه لبن)، فكل يومٍ يخرج لك هذا من النتاج الجديد، (كالسفرة والعفرة بالضلال للسكاكر والنوادر بالنفخة والدندرة)!

نعم، تُلبس الملابس المُزركشة، وتتمايل الخواصر للتشفي والعداء من هذا وذاك، بليلةٍ ساخنةٍ، والصدور المُتخمة بالبالون، والشفاه المُنعمة، والكهول المُفعمة، والأرداف المنسجمة، والرقصات المُترنمة على مقام الإيقاع في ليلة هذا التاسع الوديع!

ليُنادي المُنادي بين السطح والردح: "ضاع الديچ من دوره، ديچي ضاع من دوره"!!

ختاماً:

نقد الذات أجدر بالثبات، ومعرفة الدار أولى من الجوار؛ أم أن التشبث بهذه المقولة والمُترهلة بالجهل، والتنصل عن حس المسؤولية بكشف المستور، لحجم اليد القصيرة، والتي تُمانع عن مساعدة الفقراء والأيتام من الأهل والأحباب أجدر وأوقع للضمائر الخامدة، والأفواه المُتقدة، بالمُبالغة والتفاخر والاستشهاد على الدوام للمقولة المتداولة؛ والتي أوصلتها أشعة الشمس لجميع الفروع عدا الجوانب المالية كالخمس والصدقة والزكاة ألا وهي، وما أدراك ما هي بزيت العافية: "قلدها عالم واطلع منها سالم"؟!

بالله عليكم أللتدبر خُلقنا واستُنطقنا، أم يعيش الأغلب منا (كالريموت كنترول) في أيادي أُناس يجهلون ما يفعلون؟!

همسات:

ـــ قال النبي الأكرم (ص): "لا يُطاع الله من حيث يُعصى".

ـــ وقال الإمام الصادق (ع): "كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم".

ـــ وقال الإمام الهادي (ع): "اتقوا الله وكونوا زيناً ولا تكونوا شيناً، جروا إلينا كل مودةٍ، وادفعوا عنا كل قبيحٍ".

ـــ وقال الإمام الحسين (ع): "إِنَّ النَّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيَا، وَالدِّينُ لَعْقٌ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ يَحُوطُونَهُ مَا دَرَّتْ مَعَايِشُهُمْ فَإِذَا مُحِّصُوا بِالْبَلَاءِ قَلَّ الدَّيَّانُونَ".

ـــ وقال الإمام علي بن أبي طالبٍ (ع): "أَلاَ وَإِنَّ إِمَامَكُمْ قَدِ اكْتَفَى مِنْ دُنْيَاهُ بِطِمْرَيْهِ وَمِنْ طُعْمِهِ بِقُرْصَيْهِ أَلاَ وَإِنَّكُمْ لاَ تَقْدِرُونَ عَلَى ذلِكَ، وَلكِنْ أَعِينُوني بِوَرَعٍ وَاجْتِهَادٍ، وَعِفَّةٍ وَسَدَادٍ".

وسوم: العدد 775