الكيان الصهيوني يدق آخر مسمار في نعش الوحدة العربية بإعلانه عن قرب طبخ ما يسمى بصفقة القرن
أعلن رئيس وزراء الكيان الصهيوني عن قرب طبخ ما يسمى بصفقة القرن، وهي شؤم الأمة العربية خصوصا والإسلامية عموما ، والتي يراد منها تصفية قضية الشعب الفلسطيني لفائدة الاحتلال الصهيوني الذي يسير سيرا حثيثا نحو مخططه الخبيث المتمثل في إنشاء دولة سرطانية من فرات العراق إلى نيل مصر تخضع باقي البلاد العربية لهيمنتها . وإعلان الكيان الصهيوني عن قرب هذه الطبخة يعني أن الأطراف العربية المتورطة فيها قد أذعنت له وحصل على موافقتها ، وأن أقنعة خيانتها قد سقطت ، وانكشف تآمرها مع الكيان الصهيوني لعقود مضت حيث كشفت جهات غربية أن دولا خليجية كانت وراء صفقة كامب دافيد التي كانت هي بداية صفقة القرن الحالية .ومع إجهاض ثورات وحراكات الربيع العربي عن طريق الانقلاب العسكري الدموي في مصر ، وعن طريق مؤامرات خبيثة وماكرة بأساليب مختلفة لتمديد الصراع في بؤر التوتر عبر العالم العربي، وهو ما خطط له الصهاينة وحلفاؤهم ومولته دول خليجية وظفت ثروة الأمة العربية النفطية لتحقيقه ، بل وحتى وظفت لذلك حتى مقدرات زيارة الأماكن المقدسة التي هي في الحقيقة ثروة العالم الإسلامي برمته. وقد كشفت الأموال التي سلمتها تلك الدول للإدارة الأمريكية عن توظيف غيرها من الأموال لإجهاض ثورات وحراكات الربيع العربي .فبالأمس فقط خرج الشعب التونسي للتنديد بدولة الإمارات المتورطة في التخطط لانقلاب عسكري في تونس للإجهاز على حزب النهضة كما أجهزت على حزب الحرية والعدالة في مصر ، وهي متورطة أيضا في الصراع الدائر بين الفرقاء الليبيين بوقوفها وقتال قواتها إلى جانب اللواء المتقاعد حفتر، وهو من فلول النظام السابق لمنع وصول الإسلاميين إلى السلطة . ولا يخلو بلد عربي من مؤامرة بشكل أو بآخر تقف وراءها تلك الدولة أو بالأحرى الدويلة التي أطغتها ثروة النفط ،فعمدت إلى صرف عائداتها لتقويض وحدة الوطن العربي ، وذلك من أجل خلق الظرف المناسب لتمرير صفقة القرن المشئومة .ولقد كان تخطيط الصهاينة جهنميا حيث ركبوا ظهور دول النفط الخليجية لتوظف مقدراتها من أجل تحقيق حلمهم الخبيث.
ولقد بات الوطن العربي بسبب التآمر الصهيوني مع تلك الأنظمة المنبطحة والمهرولة للتطبيع معه بشكل مكشوف مفكك الأوصال بشكل غير مسبوق بحيث لم تعد تجمعه رابطة أو آصرة ، فحتى الحد الأدنى للتفاهم بخصوص موضوع طلب المغرب تنظيم دورة كأس العالم لسنة 2026 لم يحصل، بل المؤسف أن الدول الخليجية لم تكتف فقط بالتصويت لفائدة الولايات المتحدة ، بل أنفقت أموال البترول السائبة من أجل إغراء دول أخرى لتحذو حذوها . فإذا كان هذا هو موقف دول الخليج من موضوع تنظيم كأس العالم، وهو موضوع لعبة كرة القدم ، فماذا سيكون موقفه من القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الأمة العربية والإسلامية الجادة ؟
وليس من قبيل الصدفة أن يتزامن تصريح رئيس وزراء الكيان الصهيوني بقرب طبخ صفقة القرن مع إعلان وقوف دول الخليج إلى جانب الولايات المتحدة في قضية تنظيم كأس العالم مكافأة لها على نقل سفارتها إلى مدينة القدس واعتبارها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني المحتل، ذلك أن تلك الدول التي وقفت هذا الموقف المخزي هي نفسها التي ستقف مواقف مخزية أخرى إلى جانب الكيان الصهيوني لتمرير الصفقة اللعينة ، وغيرها من صفقات الذل والهوان المخربة للعالم العربي خصوصا والإسلامي عموما .
ولقد أكد ما يحدث اليوم في العالم العربي لشعوب الأمة العربي أن الانطلاقة الحقيقية لمواجهة الاحتلال الصهيوني يجب أن تبدأ من زوال الأنظمة التي يركبها ويوظفها هذا الاحتلال لتمرير صفقته المشئومة ولتحقيق حلمه ما بين الفرات والنيل. وما كان هذا الكيان ليبلغ ما بلغ من التجاسر على الأمة العربية لولا تلك الأنظمة المنبطحة التي فقدت مصداقيتها نهائيا .
و أخيرا إن المعول عليه لتستعيد الأمة العربية كرامتها ، ولتغسل العار الذي لحقها هو شعوبها التي لها وحدها الحق لتقول كلمتها في تلك الأنظمة المنبطحة، ولتسحب البساط من تحت أقدام العدو الصهيوني وحلفائه ، وتفشل مهزلة القرن التي يترقبونها بلهف ، والتي لن تتحقق أبدا إن شاء الله تعالى مادام في الأمة العربية أحرارها.
وسوم: العدد 776