لا تخرج من الصفحة
هيثم بن سعد الصعب
رغم مضي الكثير من السنين و رغم هبوب عواصف تغيير كثيرة في عالمنا العربي و الإسلامي و رغم النهضة السريعة في وسائل الاتصال التي كان الكثير يأمل بأن تكون مصدرًا للتكاتف و أن تستغل بشكل جبار و مفيد إلا أن ما حصل كان العكس تماما فخدرت شعوب ودمرت أُخر ونسيت أخر . أتكلم اليوم عن موضوع طُرق حتى عُبد كنا نتوقع أن كثرة الضرب تفل الحديد لكن يبدو أن صلابة قلوبنا لا يمكن أن تُفل فأضحت القلوب ميتة لا تتحرك. أعرف أن أغلبكم سيغلق الصفحة بعد أن أقول أن موضوعنا المنسي هو القدس لا عجب ولن أستغرب فقد أصبحت القدس و موضوعها أحد هوامش الهوامش في حياتنا . قدرة اليهود الإعلامية والعسكرية الهائلة بثت في الكثير منا روح اليأس الكامل من تحرر القدس ورجوعه لحظيرة المسلمين . بل العجب كل العجب من مسلمين يدعون الإسلام ولا هم لهم إلا تضييع أموالهم وجهودهم في التوافه و يا ليتها تقف عند ذلك بل أن البعض قد اعتنق مبادئ فكرية تناقض الإسلام صراحةً وتميت القلب إماتة ! صار إسلامنا إسلاما طقوسيا لا حياة فيه !
صار الكثير من هؤلاء الحثالة ممن لا يملكون فكرًا ولا عقلا- إلا حرف الدال اليتيم الذي قبل أسماءهم الذي بالكاد رسم- ليس لهم هم إلا الطعن و التنكيل في كل صغيرة وكبيرة من ثوابت الدين و الإسلام وحجته أن ما رآه في بلاد الغرب غير ! . لم يعد أحد يتكلم عن قدسنا الأسير نسي أمرك يا قدسنا و دنست بأرجل أحفاد القردة و الخنازير فيا حسرتك و أنت تأمل فينا أن نفك أسرك أتخيلك و أنت كل يوم تقول نعم اليوم سيحررونني وتضع كل أملك في ذلك.
هدت أسوارك وحفرت أرضك و أوشكت على الانهيار والعرب جرب !.
أنا لن ألوم الماليزي و الإندونيسي والغابوني لن ألوم إلا العرب ! العرب هم جوهر الإسلام وحصنه الحصين و أساسه المتين شاء من شاء و أبى من أبى فاللوم عليهم يجب أن يكون أضعاف اللوم الملقى على بقية أعاجم المسلمين .
العرب دمروا أنفسهم ورضوا الهوان و انجروا لخلافات ساحقة ومدمرة فلعن الله الكرسي الذي خدرهم ولعن الله القطيع الذي لم يعمل ذهنه ورضى أن يكون موقدا و حطبا لهذه الفتن .
يا قدسنا لا شيء عندي إلا أن أقول اطمئن كل الاطمئنان سنحررك فجينات فتاحك الأوائل ما تزال في دم البعض -القليل- منا.