الكماشة..

اعزائي القراء..

من قال إن إسرائيل تخشى من اقتراب مليشيات الملالي من حدودها؟ رغم ان ألف تطمين أتاها من كل داعميها ، والجواب على ذلك هو ان اسرائيل لاتبني سياستها على تطمين الاخرين ولو كانوا اخلص المخلصين لها ، فهي لا تتبع سياسة:" احلف يمين حتى اصدقك.. ذات براءة الاختراع السيسية" ثم تنام بالعسل .وكمثال على ذلك،  عندما امرت اسرائيل اوباما بتدمير ٧٠٠ طن من كيماوي الاسد وترك بعضه لاستمرار استعماله ضد الشعب السوري ، لم تنطلق يومها من خوفها على نفسها من استخدام الكيماوي ضدها، فهي تعرف تماماً ان الاسد لا يجروء اطلاقاً على رش ولو (بخة) واحدة من هذا الكيماوي ضدها  ، فهي واثقة بالنهاية اين ستصب هذه السموم  ولكنها لاتريد ان تشغل بالها ولو واحد بالمائة بهذه المواضيع فأمرت  بتدمير هذه الصناعة الاسدية .

 اذن ما هو المقصود من ابعاد الملالي عن حدودها وهم الموثوق بهم.؟

باعتقادي ان اقتراب الملالي من الحدود الجنوبية هو من اجل استغلال اي تدهور في الوضع الأردني حتى تمد رأسها وتاخذ هناك حصتها بمشاركة اسرائيل بالغنيمة وهذا ما لاترغب به اسرائيل لان اسرائيل تريدها مخلب  كلب لمشاريعها ولاتريدها شريكاً لها.

الطرفان متآمران على الامة العربية وهذا لايحتاج لبرهان، ولكن لكل منهما بالنهاية استراتيجية خاصة به.

فاستراتيجية الملالي تتلخص بتفعيل الكماشة من طرفها الغربي حيث الطرف الاخر من الكماشة والمحيط بالامة العربية مازال مشغولاً بالتضييق عليها من طرفها الشرقي. 

فالضغط على الكماشة من الطرف الغربي يعني تقوية نفوذها في سوريا ثم الانتقال كخطوة متقدمة الى الاردن .وهنا الواجب يقتضي تحذير  اي تنظيم فلسطيني من الانجرار لهذا المخطط الايراني البحت بحجة وصول "دولة الممانعه" الى حدود فلسطين فيتحولوا الى اداة بايديهم ويصبحوا مخلبهم الطائفي المتقدم بالمنطقة تماما كما فعل بهم حافظ الاسد عندما كان وزيراً للدفاع فورطهم في الاردن ثم تركهم لمصيرهم في اكبر مؤامرة عليهم فيما عرف يومها بايلول الاسود.

ان مخطط الملالي النهائي من طرف الكماشة الغربي هو تدمير الاردن بحرب أهلية أردنية فلسطينية وتثبيت اقدامهم هناك كما فعلت في سوريا ،ثم انتظار الوقت المناسب للانقضاض جنوباً للالتقاء بالحوثيين في وسط الطريق ان استطاعوا الى ذلك سبيلاً والاستيلاء على المدينة المنورة ومكه المكرمة والعبث بهما وتمزيق رداء الكعبة ووضع رداء جديد مزيناً بصور كاريكاتورية لعلي والحسين و فاطمة والخميني ،ونبش قبري سيدنا عمر و سيدنا ابو بكر وجعل مكان القبرين مزاراً  للمهدي المنتظر. هذا هو المخطط النهائي لهم ..وغير ذلك هو ضحك على لحى البسطاء.

اعزائي القراء 

هذا ليس تخيلاً او تحليلاً من جانبي ، بل هو مشروع الملالي وهم من  صرح  به منذ انقلاب الخميني ومازالوا يصرحون به حتى الان .

بقي سؤال : اليست هذه الاستراتيجة مرحب بها إسرائيلياً؟ اذن لماذا تمانع اسرائيل من تحقيقها في الوقت الحاضر؟

الجواب على هذا السؤال يكمن في طريقة  تفكير كل منهما . فتفكير الملالي المقتبس من أفكار وتعليمات الخميني هو تفكير عاطفي منبعث من حقد وكره واستفزاز لشعوب المنطقة ، اما اسرائيل فلاتفكر بهذه الطريقة ، فلديها دراسات تنفذ على خطوات بعد مراجعتها جيدا. ولكن بالنهاية ستستخدم ايران في مشروعها الخاص بها كمخلب كلب ترمي له بعض الفتات ولكن ليس شريكاً معها .

اخواني.. اننا مازلنا في قلب المؤامرة وإنسحاب ايران الى قرب دمشق لا يعني ان المؤامرة قد انتهت ، فاسرائيل تريدها هناك  في داخل سوريا لاستخدامها بالوقت المناسب .

ولكن هل سينجح المشروع التآمري الاسرائيلي الايراني ؟

المشروع لاشك دونه صعوبات ، وبنظر المخططين له المطلوب اولاً المحافظة على حكام المنطقة العربية والذين يقودون المشروع الاسرائيلي  بدءا من ابطال "الصمود الزائف" مروراً باصحاب الفنادق العشر نجوم وانتهاءاً بمبدع سياسة حلف اليمين.

بيضة القبان هي الشعب السوري وهذا ما اؤكد عليه دائماً، ان دعم الثوار الشرفاء والوطنيين المخلصين دون التفريق بينهم وهم  كثر بالسلاح والدعم المالي والسياسي  يكمن افشال المشروع الاسرائيلي صاحب المخلب الايراني. فان حافظوا على دعمهم  نجوا ونجا العرب والا فلينتظروا يوماً قد اقترب.

تحياتي..

وسوم: العدد 777