تحليلات الوهن السياسي
تحليلات الوهن السياسي :
وكان سيدنا رسول الله سيد الذاكرين
وعقد في عشر سنين مائة لواء لغزوة وسرية
(1)
مهمة التحليل السياسي الأساسية ، تفسير الظاهرة السياسة ، أو الحدث السياسي الكلي أو الجزئي ، ووضعه في سياقه ، والإشارة المباشرة إلى العوامل الإيجابية أو السلبية التي صنعته أو أدت إليه ، ليعلم الناس أين هم ، وكيف يعززون ما هم عليه من صواب ، وكيف يتقون ما يحيط بهم، أو ما تصنعه أيديهم أحيانا في عالم الوهن والخراب .
وفي زمن المحن الفردية والجماعية ، كالمحنة التي يعيشها الشعب السوري هذه الأيام ، يتكاثر المتطببون والمنجمون وضرابو المندل وفتاحو الفال الذين يصرون ، بعضهم بغفلة وحسن طوية ، وآخرون بوعي وسوء نية ، على دفع الناس بعيدا عن البحث الحقيقي عن أسباب محنتهم وبلواهم ، ليعلموا من أين أوتوا ، وكيف يكون المخرج ..
ومن هذه التحليلات الواهمة ، التي تبعث الوهن في القلوب ، والخلل في العقول ، والرواغ أمام الأبصار ..هذا الطوفان الاتهامي الذي يكاد يغمرنا بأننا في ثورتنا وفي معركتنا لم نكن مسلمين حقيقيين ... وأن الذي لازمنا وحاصرنا قلة الإيمان وضعفه وكثرة الذنوب والمذنبين والخطايا والخطائين ، وأن الذي نقصنا أو ينقصنا أو تجديد إيمان وحسن إسلام وتوبة وإنابة وذكر واستغفار وسجود وتضرع في جوف الليل ويزيد بعضهم والعودة إلى محاضن التربية الحقيقية ، والخلوات التهذيبية وإننا لو فعلنا كل ذلك فسينزل الله علينا ملائكة من السماء تقاتل عنا وتنصرنا وكأن القرآن لم يتنزل على هذه الأمة (( كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ )) . كُتب عليكم القتال ، وليس على ملائكة تقاتل عنكم ..
وعندما يجد الناس أنفسهم يختنقون بالعبرة ، وتتمزق صدورهم بالزفرة يكثر الصخابون من أصحاب الورع البارد من التقريع واللوم والتشكيك ويظلون يقدمون وصفاتهم ملفوفة بسلوفان الوعظ التي يصعب على عاقل أن يحللها ، فيقيد مطلقها ، ويخصص عامها ، ويعيد توظيف كل وصفة في مقامها الذي هو أولى بها .
لن أترك لمتربص فرصة ليقول إنني في هذا المقال أقلل من أهمية وقيمة ( ذكر الله ) وربنا جل علاه يقول (( إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللَّهَ كَثِيرًا لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )). لن أترك فرصة لمتربص ليقول إنني في هذا المقال أهون من أثر التوبة والأوبة والدمعة بين يدي الله والتوكل عليه ، والاستنصار به ، واستمداد العون منه .. فكل هذا من أساسيات الإيمان والإسلام التي لا يجوز لمسلم أن يفتر عنها في حال من الأحوال فالمؤمنون المسلمون هم الذين وصفهم مولاهم ((يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ))
ولكن هل صحيح - وفي إطار التحليل السياسي أكتب - ن المعتقلين في سجون الطاغية الذين يصب عليهم العذاب صبا ، لم يجدوا لحظة صفاء يدعون فيها القريب المجيب فيستجيب لهم ؟!
هل صحيح أن ملايين الأمهات الفاقدات الثكالى لم يجدن في لوعتهن الإخلاص المشروط ، الذي يلوذ بترداد الحديث عنه المشككون الصخابون المثبطون ، لاستجابة الكريم للمستضعف المظلوم المكلوم الذي اجتمع عليه كل طغاة الأرض وجباريها ..؟!
هبوا أنه كان في طبقتنا السياسية بعض من يريد علوا في الأرض أو فسادا ، هبوا أنه كان في تلافيف بعض الفصائل وقياداتها بعض من يريد الحياة الدنيا وزينتها ؛ ولكن أين يقع أولئك وهؤلاء في هذا الفيض الطيب من الذين خرجوا يهتفون وتصدق دماؤهم هتافهم : هي لله ..هي لله .. وما لنا غيرك يا الله ؟!
أليس من فقه شريعتنا الماء إذا بلغ القلتين لم يحمل الخبث ، أليس من واقع ثورتنا أنها كانت مثل البحر تذيب طهوريته كل ما يلقى فيه ؟!
إن الذي يريد أن ينصب نفسه ناصحا ومعلما للناس عليه أن يتقي الله في نفسه أولا ، وفي علمه ثانيا ، وفيما يوصي به ويصفه ثالثا ..
وحين يقول القائل بأن هذه الثورة لم تنتصر لأن أهلها لم يكونوا مسلمين في مستوى استحقاق النصر ..فهو يصدق من وجه ، ويخطئ ويتردى من وجوه ..
يصدق من وجه أول وفي كل حال وحين ، لأن حالة الكمال الإيماني لا يدعيها مؤمن عالم بحقائق الإيمان ، ولا يدعيها مسلم عاقل يعلم أن
(( اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ )) غاية منصوبة لطلاب الفضل وعشاق الكمال ، تهيبها أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فحطت عنهم تكليفا وظلت مرفوعة أمام أبصارهم تشريفا أنهم لن ..وعليهم أن (( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ))
ويخطئ هؤلاء المدعون ، ومع كل ما بأيديهم من الشواهد والأمثلة الفردية والجزئية ، التي يضربونها تشنيعا على الثورة وثوارها ، متناسين أن الله سبحانه وتعالى قال في أصحاب نبيه عليه الصلاة والسلام في ساعة امتحان (( مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الآخِرَةَ ..))
ويصدق صاحب هذا التحليل أو التوصيف ، حين يقرر : لم ننتصر لأننا لم نكن في مستوى من الإيمان يؤهلنا للانتصار ..
ولكنه يخطئ ويضل ويضلل حين يوحي أو يصرح أن الانتصار كان ليتحقق بالمعجزة الخارقة تستجلبها بعض ما يصف من وصفات هي إلى الختل والمكر والخداع أقرب !!
اوكما أن من حقائق هذا الدين أن الإيمان والتوكل والتوبة من شروط نصر المؤمنين ومقدماته فإن من حقائق هذا الدين أيضا أن النصر لا يتحقق بالمعجزة المطلقة ، بأن يقعد المؤمنون للتسبيح والذكر والاستغفار فتقاتل عنهم ملائكة السماء . نصر الله يتحقق بجهد البشر ، وبإحكامهم أمورهم ، وبجميل توكلهم وحسن تدبيرهم . وهذا الذي نقص السوريين في المشهد الذي ما زلنا نعاينه ونعانيه ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الذاكرين ، وكان يقوم الليل حتى تتورم قدماه ، وعندما أخل بعض جنده باستراتيجية حرب كان قد أحكمها ، مسه ومسهم القرح ، فكسرت رباعيته ، وجرحت وجنته ، وأصابته المصيبة التي أصابتهم ولم يمنعه من ذلك أنه رسول الله ، ولم يمنعهم من ذلك أن فيهم رسول الله ..!! فأي درس لنا في ذلك ؟! وأي عبرة ؟!
إن استصحاب ذكر الله ، والخوف منه والوقوف عند حدوده ، والتوبة من الذنوب ينبغي أن يظل حال المسلمين ومقامهم ..فإذا نزلت يهم المصيبة ، ومسهم القرح عليهم أن يتلمسوا أسبابها وسط هذا الحال وهذا المقام ..
ولا والله ما شهد التاريخ الحديث نساء ولا رجالا أكمل إيمانا ولا أحسن إسلاما ولا أجرأ على تضحية في سبيل الله مما شهده في أبناء الإسلام في الشام المبارك ، حتى لتظن أن البركة ؛ ما منحت لأهل الشام إلا لأجل أبناء هذا الجيل المؤمن المضحي المبارك الأمين ..وكل الشهداء في حروب المسلمين مع أعدائهم شهداء ، وشهداء أهل الشام فيما قدموه وأقدموا عليه كانوا سادة الشهداء يحفون بسيدهم حمزة بن عبد المطلب ، ذلك لأنهم الرجال قاموا إلى الطاغية الفاسد المستبد الظالم فأمروه ونهوه فقتلهم . اللهم تقبل شهداءنا في عليين ، واقطع عنا وعنهم ألسنة المشككين.
ومع ذلك يبقى لقول القائل لم نكن على مستوى من الإيمان والإسلام ما يستوجب النصر – ولا يحابي ربنا أحدا ولا يظلم ربنا أحدا - – ذلك أننا مع حسن إسلام وجميل توكل أغفلنا أمورا وأمورا منها هي أيضا من مقومات الإيمان وأساسيات الإسلام منها: سلامة التقدير – وحسن التدبير – وإحكام التخطيط – وتوسيد الأمور إلى أهلها – والاجتماع على مثل طالوت ، وإن لم يؤت سعة من المال – وترك النزاع ونسينا جميعا - فلا تنازعوا فتفشلوا ..
أيها الثوار السوريون الأحرار ...
لقد كنتم في ثورتكم الأقرب إلى ربكم ، والأجمل التزاما بأمر دينكم ، فاستزيدوا من ذكر الله ، واستغفروه إنه كان غفارا ، وأنيبوا إليه ، وأحسنوا التوكل عليه ..واعلموا أن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة ولا نصرا وإنما من تمام إيمانكم وجميل توكلكم أن تُعملوا وتَعملوا بما سن ربكم من سنن ، وبما وضع من نواميس ، وهذا الذي غاب عن ثورتكم فما أحكمتموه ، وهذا الذي غفلتم عنه ونسيتموه ، , وإن من ذكر الله أن توقنوا بأنه مسبب الأسباب ، وصاحب السنن ، وأنه يرمي بأيديكم فشدوا الوتر وسددوا الرمية ..
وما يزال في القوس منزع ، وما تزال الحرب سجال ..وإن نسيتم أشياء وأشياء وأشياء فلا تنسوا من أمر دينكم (( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ )) ..
وفي أكثر من سياق أمركم ربكم بالتقوى مقرونا بها سديد القول والعمل أمركم بقوله : " اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم " وأمركم بقوله ((فَاتَّقُواْ اللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بَيْنِكُمْ )) ....
تحليلات الوهن السياسي (2) :
كل تحليل يسلم باستراتيجية الصراع :
الصفوي – الأمريكي – الصهيوني – حديث خرافة
منذ حين ولا يزال رجال من أبناء الأمة ، طيبي القلوب أو فارغي الجيوب ، يتحدثون عن وحدة ( إسلامية جامعة ) تضم كما يزعمون جناحي الأمة ( سنة وشيعة ) ( عن أي أمة وأي جناحين يتحدثون ؟!! ) ويحذرون من مؤامرة ( صهيونية - صليبية ) خبيثة لزرع الشقاق بين أبناء الأمة الواحدة ، وضرب بعضهم ببعض ، وما يفتأ هؤلاء يرددون عن دور مزعوم للعدو الصهيوني ، العدو الأول أو العدو الأوحد ، حسب وصفهم، في إذكاء نار هذا الصراع ..
إن أول الخلل في رؤية هؤلاء على صعيد التصور العقلي المجرد هو التعبير المختل بالتصوير ( بالجناحين) مع ما فيه من جنف وقسمة ضيزى بالموازاة بين سواد الأمة الذي يشكل 90% من سواد المسلمين العام وبين هامش ضيق عدديا لا يتجاوز 10 % من مجموع المنتمين إلى الإسلام ، ولن ننسى أن نضيف إلى حقيقة الانحسار الكمي الصارخ الانحسار العقلي والفكري والسلوكي في جمهور اللطم والرواديد والأضرحة وعبادة الكهنة تحت عنوان المراجع ثم الإخلاد إلى عقيدة الترقب لظهور من تأخر فرجه ، وعسر مخرجه ..حقائق مضحكة على مستوى العقيدة وإن كنا في عصر احترام عقائد الآخرين ..
ومن مضحكات ما تجود علينا به عقول مفكري الوهن وصانعيه والمستثمرين فيه أو المنطلي عليهم ؛ أن يزعم بعضهم أن الكيان الصهيوني قد جيش جيوشا من الذباب الالكتروني لبث العداوة والبغضاء بين (المسلمين) ... ، وهل كان الكيان الصهيوني حقيقة بحاجة إلى جنود أكثر إخلاصا له ، وزعا للشقاق بين من يسميهم أصحاب ( المنطق الأعوج ) مسلمين من علي خمنئي وقاسم سليماني وحسن نصر الله بما فعلوه وما زالوا يفعلونه حتى الساعة بجسد الأمة الحي من مسلمي العراق والشام ولبنان واليمن وبما يتهددون به الآخرين ..؟!!
ولو مكث عباقرة الشر الصهيوني عقودا يمكرون يخططون ويدبرون لما وصلوا إلى عشر معشار ما تفتقت عنه عبقرية الشر الصفوية بما تحمل على كواهلها من عداوة وبغضاء وحقد موروث دفين ..
ومع ما يثار اليوم من غبار صراع ، مفتعل مزعوم ، بين المشروعين المتعانقين المتعاونين المجتمعين على هدف استراتيجي واحد يلتقي على تدمير أمة الإسلام وتشتيتها وتشويهها وتقتيل أبنائها وتشريد أحرارها ، واستعباد المستضعفين من رجالها ونسائها وأطفالها ؛ وجب أن يكون للمدافعين عن هذه الأمة ، الممسكين بالتمكين لوعي أبنائها ، موقفهم الساطع الصريح الواضح الذي لا يتردد ولا يتلعثم ولا يتأتأ و لا يفأفئ باعتبار المشروعين الصهيوني والصفوي مشروعا واحدا يتبنى الهيمنة والنفوذ على حطام أمة يشتركان في تحطيمها ...
إن مما يجب أن يظل من ديدن كل كاتب حر بصير من أبناء هذه الأمة أن يؤكد عليه في تحليل وتفسير وقراءة كل حدث هو التأكيد على أن القائمين على المشروع الصفوي وحملته كانوا الأداة القذرة في يد أصحاب مشروع الاستكبار العالمي والمشروع الصهيوني ، بشكل خاص، لتنفيذ المهام الأكثر قذارة التي أراده أولئك الأشرار ..
وأنه بالتالي لا يجوز أن تنطلي على أحد من أبناء الأمة ، أي مزاعم لصراع وجودي أو استراتيجي ، بين أطراف المشروع الواحد ، مهما بدا بينهم من نزاعات أو منافرات أو مشاكسات أو مغالبات !!
وعلى أساس هذه الرؤية المكينة الثابتة المستقرة الذاهبة في التاريخ بعيدا ماضيا وحاضرا ومستقبلا يمكن قراءة كل عناوين الصراع المحدود أو المزعوم التي تطفو على السطح ، دون أن ندري حقيقة تحت سطح الماء ماذا يدور ..
في مشاكسات هذه الأيام ، وبعد أن قام الصفوي بدوره القذر في تقتيل المسلمين في العراق وفي سورية معا ، واطمئن نتنياهو أنه كان حتى الآن المنتصر الوحيد يبدو فيها التابع الصفوي حريصا ذليلا متملقا ، فيطير علي أكبر ولايتي ليجثو في حضرة بوتين ونتنياهو على السواء ، بينما يبدو نتنياهو المنتصر المنفوش مزهوا آمرا يوزع الأدوار من جديد ، ويحدد المفاصل والمسافات والمساحات ، يقبل ويرفض ، يدني ويقصي ، وجزرته عند بشار وعصاه يلوح بها لقوم آخرين.
إن كل سياسي أو قارئ للسياسة يقرأ الأحداث والوقائع اليوم على صدى نداء ( الموت لأمريكا ..الموت لإسرائيل ) ، أو على برق المقاومة والممانعة الخلب لهو إنسان مدخول عليه في عقله أو في نفسه أو في جيبه . " وَاللَّهُ مِن وَرَائِهِم مُّحِيطٌ "
إن شاهدنا على ما نقول حقائق صارخة ينطق بها أئمتهم ومراجعهم مسطورة في كتبهم ، ظلت تتضخم وتتراكم مع امتداد الزمان والأيام حتى كان للقوم دين وعقيدة وولاء وبراء ، من بعض ما يؤكدون عليه الإصرار على اتباع غير سبيل المؤمنين ولو في يوم صوم أو يوم عيد !!
ثم ينضم إلى ذلك سجل سياسي حافل بالخيانة والغدر يستغرق التاريخ ببعديه الماضي والحاضر وسيمتد ذلك إلى أن يشاء الله في قابل الأيام .فهل نحتاج إلى الكثير لنتذكر تصريحات هاشمي رفسنجاني التي هي نوع من الإقرار :
لولا إيران لما نجحت الولايات المتحدة في احتلال أفغانستان ..ولولا إيران لما نجحت الولايات المحدة في احتلال العراق ..
هل نحتاج الكثير لنتذكر أن حزب الله ونما وترعرع تحت العين الأمريكية ، وتم تأهيله في حرب 2006 ليلعب الدور الأمريكي نفسه ، لإقالة منظمات المقاومة الفلسطينية من دورها ، وحصارها في مخيماتها ، واستلام مهمة حرس حدود لبناني على طريقة حافظ وبشار الأسد على الأرض السورية ؟!
هل نحتاج إلى الكثير لنتعرف أن إيران بملاليها وآيات الله فيها كان لها الدور المباشر والدور الأكبر في صناعة المنظمات المتطرفة ، في العراق وفي سورية وفي اليمن ، ومن ثم المتاجرة بحربها أو المتاجرة بها ؟! ،
من سلّم الموصل للبغدادي وعصابته أجيبونا بعلم أيها المتحذلقون ؟ من سلّح ؟ من موّل ؟
من أخرج قادة التطرف من سجون بشار ومن سجون المالكي وزج بهم في الساحة السورية ؟!
من سلّح ومن موّل ومن ظل على مدى سنوات يشتري النفط السوري منهم ، ليجعلهم لعنة تحيق بالسوريين وثورتهم وتطلعاتهم إلى الغد الأفضل ؟!
خمس سنوات كنا نسمع من أوباما ومن بعده ترامب أن أولويتهم في سورية هو الفزاعة المسماة داعش والتي دقوا خشبها هم والروس والصهاينة والصفويون معا ..
واليوم يقول هؤلاء إن أوليتهم في سورية هي إيران ..
الأحرار الذين لم يصدقوا الكذبة الأولى لا ينبغي أن تنطلي عليهم في أي لحظة من اللحظات الكذبة الثانية .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ "
نعم إن كنتم تعقلون ..
وسوم: العدد 780