الخير والشرّ: بين المفاتيح والمَغاليق !

يقال : فلان مفتاح للخير، مغلاق للشر.. وفلان مفتاح للشرّ، مغلاق للخير!

فماذا يعني هذا ؟

نحسب معاني الكلام واضحة ، من حيث المفردات والجمل ، ومن حيث المقصود بكلّ جملة!

فبعض الناس ، يحبّون إثارة الفتن ؛ لسوء طباعهم ، أو فساد أخلاقهم .. أو لأهداف لهم ، لايستطيعون تحقيقها ، إلاّعبر إثارة الفتن ، بين الناس ! فيقال ، عن أحدهم : إنه مفتاح للشرّ، مغلاق للخير!

وبعض الناس ، يحبّون الإصلاح ، بين الناس ، ويسعون إليه ، ولوأتعبوا أنفسهم ، وبذلوا أموالهم، في هذا السبيل ! فيقال ، عن أحدهم : هومفتاح للخير، مغلاق للشرّ!

لكن ماليس واضحاً تماماً ، هو بعض مفهومات الخير، وبعض مفهومات الشرّ؛ إذ يختلف فيها البشر، اختلافاً كبيراً :

على مستوى الدول والشعوب ، والجماعات والأفراد .. وعلى مستوى الأزمنة والأمكنة .. وعلى مستوى العقائد والأعراف ، والعادات والتقاليد !

 ثمّة معانٍ للشرّ، واضحة ، متفق عليها ، بين أسوياء البشر، جميعاً ، مثل : الكذب ، والغشّ، والخيانة ، وقتل النفس البريئة ..!

وهناك معان للخير، واضحة ، كذلك ، مثل : إنقاذ غريق من الهلاك ، ومساعدة الناس ، في جائحة طبيعية .. وفي إطفاء حريق .. ونحو ذلك !

وهناك معان للخير والشرّ، يختلف فيها الناس ، اختلافاً شديداً :

  على مستوى العقائد :

 يرى الهنود ، الذين يعبدون البقر، في عبادتها ، خيراً كبيراً ، بينما يرى فيها المؤمنون ، الموحّدون لله ، شرّاً !

كان مشركو قريش يرون ، في دعوة النبيّ – وهي الخير المحض - شرّاً عظيماً !

على مستوى العادات والتقاليد :

يرى المسلمون ، في الربا والزنا ، والميسر وشرب الخمر.. منكرات ، بينما يرى آخرون، ممارستَها ، تدخل في إطار الحرّية الشخصية ، مادامت غير مجرّمة ، في قوانين دوَلهم ؛ ففيها خير لهم ، من وجهة نظرهم !

أمّا الخير والشرّ ، بمعنى النفع لأناس ، والضرر لآخرين ، فقد عبّر عنه المتنبّي ، ذات يوم ، قائلاً :

وسوم: العدد 783