ذاكرة الثمانينات

وظيفة هذا النظام القذر تدمير كل شيء بدءاً من العائلة وانتهاءاً بالصداقات ..

اعزائي القراء 

العقيد عدنان رام حمداني صديق دراسة  قبل ان تؤدلجه عصابة الاسد لينتمي اليها كعبد مأمور ليصبح (حسب تسميات النظام ) من جماعة رفعت الاسد .. قبل هذه الأدلجة لم يكن صاحب هوى سياسي . فلقد كان احد الزملاء الطيبين الذين عاصرتهم من مرحلة الإعدادي حتى الثانوي فافترقنا بعدها حيث  دخل هو الكلية الحربية يوم كانت في مصر وانا اكملت دراسة الهندسة في إيطاليا .

وماهي الا شهور حتى حصل الانفصال فانتقل السوريون من الكلية العسكرية بمصر الى الكلية العسكرية في حُمص .

ثم دارت الايام فاذا هو مدير فرع المخابرات العسكرية في حلب بناءاً على توصية رفعت الاسد .

عائلة عدنان حمداني من معرة مصرين وهي عائلة  محترمة لا غبار عليها فأخوه الاكبر العقيد مصطفى كان طالباً عند الوالد وهو ممدوح السيرة وتولى في العهد الناصري منصب محافظ حُمص ولم تكن عليه شكايات كما ان والده الحاج رشيد كان رجلاً صالحاً .

ولكن دائرة الخطر تكمن بالتقرب من هذا النظام القذر . فمن يقع في شباكه يتم تدميره فوراً عائلياً واجتماعياً واخلاقياً ووطنياً ،فوقع عدنان رام حمداني  في الشبكة ، فأراد رفعت ان يستخدمه كاداة بطش في الثمانينات في حلب بينما سيادته بعيداً عن مسارح الجريمة مشغول مع مومساته في فنادق الخمس نجوم في اللاذقية ودمشق،  واحدى مومساته كانت  الممثله رغدة نعناعه .. ولهذه المومس قصة اخرى  سآتي على ذكرها ومصدرها موثوق وهي سيدة مقربة من النظام .

استلم العقيد عدنان مركزه كمدير فرع المخابرات العسكرية في حلب وموقعها حي السريان.

في تلك الايام كان اخي المهندس زهير  يحضر للسفر للسعودية بعد ان تعاقد مع احدى الشركات العاملة هناك . ولكن وبدون سابق إنذار ولا مقدمات لم يسمح له بالمغادرة من مطار دمشق علماً انه بعيد كل البعد عن السياسة وكل اهتمامه هو اختصاصه فأعادوه  لحلب وهناك حجزوا له زنزانة في الشعبة السياسية.

فكانت فرصة لان أزور صديقي القديم العقيد عدنان   لاعرض عليه الموضوع  عسى ان يتدخل لحل هذه المشكلة. 

وصلت اليه بصعوبة وسلم علي ببرود بينما المسبحة الضخمة يداعبها بين أصابعه..  حباتها الاورجوانية الضخمة  بحجم (حبات الكبة بسماقية) ان لم تكن اكبر.

وصلني  قدح الشاي فوراً.وكأنه مؤشر على قصر الزيارة بينما كان يجلس على المقعد امامي ضابط برتبة عميد مضبضب حالو كالطفل الصغير ، ثم دخل عميد اخر ووقف امام سيادة العقيد باحترام زائد ، ولم يجلس على المقعد الا بعد ان اذن له العقيد ، فاحترام الرتبة الأعلى للرتبة الأدنى غير وارد في كل جيوش العالم  الا في حضرة ( الجيش العربي السوري ) وبالرغم من ان عدنان حمداني ليس علوياً ولكن اصحاب الرتب العليا يعرفون انه من جماعة رفعت المقربين فوجب احترامه.. احتراماً لرفعت . 

لن اطيل اكثر من ذلك ، فالرجل سمع القصة  ورفض المساعدة ورجعت بخفي حنين ، وخرج اخي بعد يومين  دون وساطة.

اعزائي القراء.. 

يقال ان الصداقة في المرحلة الدراسية هي اهم الصداقات وأقواها .. وهذا صحيح ،ولكن تسقط كل القيم في العهد الاسدي  حيث وظيفة هذا النظام القذر تدمير كل شيء بدءاً من العائلة وانتهاءاً بالصداقات.

مع تحياتي..

وسوم: العدد 786