الحَجُ.. وَ الأمْنُ الأخلاقيُّ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

الاثنين 16/12/1439هـ الموافق 27/08/2018م في مجلس سمو الأمير خالد الفيصل - سلمه الله تعالى - تبادل الحضورُ مع سُموه وفيمَا بينَهم عِباراتِ التهاني بعيد الأضحى المبارك و مشاعر الحمد لله تعالى على مَا مَنَّ به سبحانه من نِعمةِ النجاحِ المُتميزِ لِحَجِ لهذا العام .. مِثلما تبادلوا عِبَاراتِ مشاعرِ الاعتزاز والفخر بما سَمعوا وشَاهدوا من مُواقف ثناء وإشادة عِبْرَ وسائلِ الإعلام العَالميِّ بشأن قدرات السُعوديَّة ومهاراتها وأخلاقياتها في إدارة حُشودِ الحَجِيجِ .. رغم الصُعوباتِ الجُغرافيَّةِ والمناخيَّةِ ورغم مَحدوديَّةِ الزمانِ والمكانِ.. وكان نصيبُ رَجُلِ الأمْنِ السُعوديِّ وما تفرد به من خصائص وسمات الخلق والتراحم أكبر الحظ والنصيب.. وأبرز ما ذُكِرَ بِشأنِه المُفاجأة التي أثارها تَساؤل سمو الأمير عندما قال : هَل رأيتمُ رَجُلَ الأمْنِ السُعوديِّ يَحمِلُ سِلاحاً أو حتى عَصاً ..؟ رغم أنَّ ذلك أمراً مشروعٌ ومقررٌ في الشَرائعِ السَماويَّةِ والقوانينِ والأعرافِ الدوليَّة بالإجماع.. أمَّا لِمَ ..؟ فقال : إنَّها استراتيجيَّةُ أخلاقيَّةِ الأمْنِ السُعوديَّ .. واستطرد يقول : ذات مرة استدعى الأمير نايف بن عبد العزيز - رحمه الله تعالى - رَئيسَ الأمْنِ العامِ وأبلَغَه قَائلاً : اعتباراً مِنْ هَذا اليومَ يُحْضَرُ عَلَى رَجُلِ الأمْنِ السُعوديِّ حَمْلَ السِلاحِ في الحَجِ ..!!!؟ وبشأن هذا القرار أعلق فأقول : وما العجب في ذلك..! أليس نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله تعالى ابن ثقافةِ القرآن الكريم التي تؤكد بقوله تعالى : " وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِّلنَّاسِ وَأَمْنًا" مثلما تؤكد بقوله تعالى : " وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا " أجل: إنَّها استراتيجية التحول بِثَقافَةِ الأمْنِ من الكراهية إلى الحب .. ومِنَ التَّخاصُمِ إلى التَّرَاحُمِ .. ومِنَ الخُوفِ إلى الاطمئنان .. ومن استخدام وسائل الهلاكِ والمُوتِ إلى استخدام وسائل الإنْعاشِ والحَيَاةِ.. أجل إنَّها ثَقَافَةُ : " وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ".

وسوم: العدد 788