يوميات العطش (4)

سعيد مقدم أبو شروق - الأهواز

أزمة المياه لم تحدث فجأة، ما يقارب العقدين ونحن نعاني منها أشد المعاناة، أذكر أنني كنت أخرج بعد أن أرجع من الدوام أبحث عن محطات الماء فأرجع خائبا في سخط وامتعاض. كانت شركات قصب السكر قد لوثت مياه كارون قبل عقدين تقريبا، ولحقتها مصيبة تغيير مجرى الأنهر إلى المدن الأخرى! حتى أمسى الماء لا يصلح للشرب ولا حتى للغسل. ولم يحاول المسؤولون إيجاد حل جذري لهذه المعضلة التي أصابت الأطفال بالأمراض، وأتعبت المواطنين أشد التعب، واضطرتهم إلى شراء أجهزة منزلية لتنقية المياه رغم فقرهم، أو شراء المياه من المحلات الخاصة. وبقت المشكلة دون حل منذ بداية الأزمة وحتى الآن؛ والسؤال الذي يفرض نفسه هو:  ألا تستطيع المنطقة الحرة (والتي لم نر منها أي خير بل كل الشر)، أن تشتري أجهزة لتنقية المياه لدائرة الماء وتحل المشكلة؟!

وفي هذه الأزمة التي خرج إثرها المحمريون متظاهرين، حاولتُ أن لا أسقي حديقتنا المنزلية لشدة ملوحة المياه، لكن الخضروات بدأت تذبل من العطش، فسقيتها؛  فيبست الحديقة واصفرت فسائل النخيل. ولا يحزنني خطب مهما عظم، أكثر من موت النخيل!

وسوم: العدد 789