التنظيمات الإسلامية : لدخولها أسباب ، ولمغادرتها أسباب وأخلاق !
التنظيمات الإسلامية : دخلها كثيرون وغادرها كثيرون ! وبعض المغادرين حافظوا على الأخلاق السامية، وبعضهم أسَفّ .. والناس معادن !
أكثر الذين انتمَوا ، إلى الحركات الإسلامية ، بأنواعها ، في العصر الحديث ، إنّما انتمَوا ، إليها ، عن اقتناع !
الكثيرون ، منهم ، دخلوا ، في سنّ الشباب ، في مراحل الدراسة : الثانوية ، والجامعية .
ودخل بعضُهم ، بعد الانتهاء ، من الدراسة الجامعية .
بعضُهم قرأ شيئاً ، عن تنظيم ما ، فأعجِب به : فِكرة ، أوأشخاصاً ، فدخله !
وبعضهم تأثّر، بشخص ما : خلقاً ، وسلوكاً ، وفكراً ؛ فقرّر الالتزام ، معه ، في تنظيمه !
وبعضهم تأثّر، بوالده ، أو بأحد إخوته، أو ببعض أقاربه، أو ببعض معلّميه، في مرحلة ما !
لمْ يخطر، على بال أحدهم ، إلاّ الندرة النادرة ، أن يلتزم ، مع تنظيم إسلامي ، طمعاً: بجاه ، أو منصب ، أو مكسب مادّي !
أسباب الخروج ، من التنظيمات ، كثيرة ، وهي تختلف ، من شخص ، إلى آخر!
منها : عامل السنّ ، ومافيه ، من تطلّعات ، وآمال ، وأحلام !
ومنها : ظروف الحياة ، لكلّ شخص ، من : زواج ، ووظيفة ، وسفر، وأعباء اجتماعية متنوّعة !
ومنها : الخلافات الشخصية ، بين الشخص المغادر، وبين بعض الأفراد ، في تنظيمه ! والخلافات متنوّعة الأسباب والأشكال ، بعضها : متعلّق بالمواقع ، داخل التنظيم ، وبعضها: متعلّق بالأمزجة الخاصّة ، وبعضها : متعلّق باختلاف الفهوم ، حول مسائل معيّنة ، ومواقف محدّدة !
وتختلف مواقفُ المغادرين للتنظيم ، وأخلاقُهم ، في التعامل ، مع التنظيم وأفراده ، باختلاف الأمزجة ، وطرائق التربية المنزلية ، ومستويات المدارك والثقافات ، والمؤثّرات الخارجية: الاجتماعية ، والسياسية ، والاقتصادية ..!
بعضُ المغادرين : يعادي التنظيم ، كلّه ، بسبب عدائه ، لشخص معيّن !
وبعضهم : يسعى ، إلى تسويغ مغادرة التنظيم ، بمسوّغات عامّة ، غير شخصية: - تنظيمية، سياسية ، خُلقية ..- ؛ ليُظهر نفسه ، أنه صاحب مبدأ ، وأنّ خروجه ، من التنظيم ، هو: بسبب مخالفة المبدأ ، الذي دخل ، لأجله .. وقد يكون بعضُهم صادقاً ، في ادّعائه !
ولاعَجبَ ، في هذا ، كلّه ؛ فأيّ تنظيم ، في أيّ مجتمع ، إنّما يَحمل سِمات المجتمع ، الذي هو فيه ، والذي نشأ أفراده ، في محاضنه ! ومِن هنا ، تختلف أخلاق الأفراد ، في مواقفهم ، من التنظيم ، بعد مغادرته ، باختلاف : طباعهم ، ومحاضنهم التربوية الأسرية ، ومعادنهم ! فالذي ربّي في أسرته ، على الأخلاق الضعيفة ، غالباً مايعود إليها ، بعد ترك التنظيم الإسلامي ، الذي يعجز- بالضرورة - عن تغيير الطباع الأساسية ، التي ينشأ عليها الفرد ، في طفولته ! وحتى لو كانت الأخلاق ، التي يتعلّمها الفرد ، في التنظيم ، سامية ؛ فهذه ، كثيراً ماتكون ، قشرة خارجية ، تغلّف الطباع الأصلية ، للفرد ، ولا تلبث الطباعُ الأسرية ، أن تُطلّ ، برأسها ، بعد الخروج ، من التنظيم ، وزوال قشرته الطارئة !
وقد ورد في الحديث : الناس معادن ، كمعادن الذهب والفضّة ، خيارهم في الجاهلية ، خيارهم في الإسلام ، إذا فقهوا ( رواه البخاري ومسلم) .
وغنيّ عن البيان ، أن التنظيمات والأحزاب ، غير الإسلامية ، ليست داخلة ، في هذا السياق؛ فهي ، أساساً ، قائمة ، على مبادئ وأخلاق مختلفة ، نوعياً ، عمّا قامت عليه التنظيمات الإسلامية ! بَيدَ أنّها ، تشبه الحركات الإسلامية ، من حيث تعرّضها ، للانشقاقات الفردية والجماعية؛ لأسباب عدّة ، يتشابه بعضها ، وبعض الأسباب ، لدى التنظيمات الإسلامية ، ويختلف كثير منها ، عمّا لدى الإسلاميين ! فالمنابع العقدية والفكرية مختلفة وربما متناقضة في أكثر الأحيان ، والسلوكات البشرية تتشابه ، حيناً ، وتختلف أحياناً !
وسوم: العدد 789