حالة رفض
التجدد وتبديل القناعات من أصعب الأمور على الانسان خصوصا اذا لم يكن منشؤها هو الكبر والاعتداد بالنفس والغرور فقط بل كان منشؤها هو هروب من واجب ومسؤولية التجدد او كان منشؤها قداسة عرفية واجتماعية موروثة ومفترضة يضفيها عليها الانسان ليزيد تمسكه بها لكنه تبقيه في مكانه دون تقدم.
والأشد من ذلك كله ما يضفيه من قدسية دينية والتمسك بفتاوى صدرت لواقع مخصوص وحال مخصوص وعرف مخصوص وكانت علة الحكم فيه حاضرة لكنها اكتسبت درجة القطع لا الظن والثابت لا المتغير مع مرور الزمان .
فرفض التجدد على مستويات أربعة هي من الادنى الى الاعلى:
1_ رفض بسبب كبر وغرور.
2_ ورفض بسبب هروب من المسؤولية.
3_ورفض بسبب اعراف وتقاليد.
4_ ورفض بسبب الاعتقاد الديني وعدم ادراك التغير في الحكم الشرعي.
نرفض في كثير من الأحيان ترميم وتجديد أنفسنا ووسائلنا وأساليبنا وأفكارنا وسلوكياتنا ومؤسساتنا رغم قدمها وتشوهها إما بسبب تعنت او بسبب سطوة مجتمع وإما لأن هذا الرفض يمثل هروبا من مسؤولية التطوير والتحديث التي تحتاج إلى جهد وتعب او نعتقد أن بقاءها كما هي جزء من ثباتنا وديننا وأصالتنا وفضائلنا.
لو أردنا ان نعطي لأحداث سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرة خلفائه الراشدين عنوانا لكان (التجدد) فهناك في السيرتين:
استيعاب مدهش لكل حدث.
وتجدد عجيب في الوسائل لكل متغير.
وتطوير دائم لنظم الحياة.
واندماج وتكيف مع كل خصوصيات الشعوب التي دخلت الاسلام.
وسوم: العدد 794