القائد السيّء : يفعل بشعبه ووطنه ، مايعجز عنه ، أشرس جيش مُعادٍ !
وقد وقف الشاعر، هنا ، عند الجَهلة ، إذا سادوا الناس ! وهم الذين يعجزون ، عن أن يكونوا سَراة ، ولا يسمحون لغيرهم ، أن يكونوا سراة ؛ بل لايعرفون ، كيف يفيدون ، من إمكانات السراة الحقيقيين : العقلية ، والخلقية ، والاجتماعية ؛ فيَضيع الجهلةُ ، ويُضيعون مَن انضوى، تحت قيادتهم !
أمّا القادة الآخرون ، غير الجهلة ، فلم يتطرّق إليهم الشاعر، وأكثرُهم لايقلّون ، خطورة ، عن الجهلة ، في تخريب البلاد ، وتشريد العباد !
أمثلة :
قائد فاشل ، أو ضعيف : يعجز، عن القيادة ، بسبب نقص مؤهّلاته ، لها ؛ فهي حمل ثقيل، يَعجز، عن حملها ، من لم يكن ذا أهليّة وكفاءة ، وقدرة على حمل أعبائها !
حديث أبي ذر -رضي الله تعالى عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا أبا ذر، إني أراك ضعيفاً، وإني أحبّ لك ما أحب لنفسي، لا تَأمَّرنّ على اثنين، ولا تَولَّينَّ مال يتيم)([1])، رواه مسلم.
وفي رواية قال: قلت يا رسول الله، ألا تستعملني؟ فضرب بيده على منكبي ، ثمّ قال: (يا أبا ذرّ إنك ضعيف، وإنها أمانة، وإنها ، يوم القيامة ، خزي وندامة .. إلاّ مَن أخذها بحقّها، وأدّى الذي عليه فيها)([2])، رواه مسلم.
قائدعاجز: العاجز- عقلياً أو بدنياً- يدمّر الناس ، الذين يقودهم ؛ لأنه لايستطيع قيادتهم ، بنفسه .. وإذا استعان بغيره ، حرص كلّ من أعوانه ، على تسييره ، كما يشاء ؛ فيكون ألعوبة ، في أيدي الآخرين !
قائد أحمق :الأحمق ، الذي لايَميز الخير، من الشرّ، أوالذي يغلبه الغضب والطيش ، فيتصرّف تصرّفات مؤذية ، أومدمّرة ، للناس، الذين يتولّى قيادتهم ! وحماقته ، ستدفع مَن حولَه ، إلى الانفضاض عنه ، لعدم قدرتهم ، على العمل معه ، أوتحمّل حماقاته ، ونتائجها الكارثية !
وقد تكون لدى الأحمق ، بعض الصفات الحسنة ، لكنّ حماقاتِه تغطّي عليها ؛ فلا يطيق أحد التعاملَ معه ! وقد وصَف أبو حيّان التوحيدي ، وزيراً أديباً ، في عصره ، بأنه : مغلوب بحرارة الرأس .. يعني : سرعة الغضب ، التي هي مِن أبرز مظاهر الحماقة ! والفظّ الغليظ، الذي يتولّى قيادة الناس ، وينفّرهم منه ، هو أحمق ، بالضرورة ؛ لأن من أهمّ صفات القائد الناجح ، قدرته على جمع الناس ، حوله : بحِلمه ، ولين طبعه ، وحسن عشرته ، وسموّ أخلاقه ! قال الله ، عزّ وجلّ ، لنبيّه : (فبِما رحمةٍ من الله لنتَ لهم ولو كنتَ فظّاً غليظَ القلب لانفضّوا مِن حَولِك) ! وتكفي هاتان الصفتان : الفظاظة ، وغِلظة القلب ، أيَّ قائد، لينفرَ الناسُ منه ، وينفضّوا من حوله !
قائد بليد: بليدُ الذهن، الذي لاقدرة ، لديه ، على فهم الأمور، ومحاكمتها ، عقلياً؛ فهو يَخبط ، خبطَ عشواء ، أو يَكل الأمور، إلى أناس غير مؤهلين ، من حيث الكفاءة ، أو الخُلق !
قائدعميل : العميل ، المرتبط بقرارات الآخرين ، يوجّهونه ، كما يريدون ، ويوجّهون قراراته ، المتعلّقة بقيادة أتباعه ، من خلاله ، في الاتجاه ، الذي يخدم مصالحهم !
قائد أناني : الأنانيّ ، الذي يستأثر بالخير: لنفسه ، ولمن يلوذ به ، من أفراد أسرته ، أو عشيرته .. ومن أصحابه ، وأتباعه ؛ فيحدث شروخاً ، داخل الصفّ الذي يقوده ، وينفضّ ، مِن حوله الناس ، الذين يقع عليهم الحيف ، أو الإهمال..أو يعصون أمره ، أو يتآمرون عليه، لخلعه !
القائد فاسد الخلق : الذي يرتكب الموبقات ، أوالأخطاء الكبيرة ، ويتسلّط ، هو، وأتباعه المقرّبون ، على المال العامّ .. أو يمارسون اعتداءات ، على مايخصّ الأتباع الآخرين ، من أموال وأعراض .. أو يرهن قرارات أتباعه ، لجهات مختلفة ، لإشباع نزواته !
قائد متردّد : المتردّد ، الذي لايستطيع اتخاذ قرار، وإذا اتخذ قراراً ، لايملك الحزم ، لتنفيذه!
قائد مذَبذَب : المذبذب ، الذي يحرص ، على إرضاء الناس ، جميعاً ؛ فيجامل هذا ، ويساير ذاك ، ويوافق الطرفين المتناقضين ، في الرأي ، دون أن يكون قادراً ، على امتلاك الحزم، لاتخاذ موقف محدّد ، بين الآراء المتعارضة ، والمواقف المتناقضة ؛ فيَضيع ، ويُضيع من يتبعه !
قائد إمّعة : تابع لشخص ما ، لا يخرج عن رأيه ، أو قراره ! فهو ينقاد ، ويقود أتباعه، بالطريقة ، التي يمليها ، عليه ، المتبوع ، وفي الاتجاه ، الذي يريده المتبوع !
وسوم: العدد 797