هلا تعاهدنا على تحقيقها ؟
زوجي الحبيب
ماذا تقول في لباس لا يوفر لمن يرتديه حاجاته إليه من الزينة والدفء والستر والحماية والالتصاق ؟
أجل ، إذا كانت الثياب التي أرتديها لا توفر لي الدفء في الشتاء ، ولا تقيني الشمس اللاهبة في الصيف ، ولم تكن جميلة ، ولم تستر من جسدي ما أمرني الإسلام بستره ، وكانت فضفاضة واسعة لا تلامس بدني .. فلا شك في أنها فقدت كثيراً من الخصائص فصارت غير صالحة ، وصرت زاهدة فيها .
لعلك تسألني الآن : ما صلة اللباس بي ؟ إنك تتحدثين عن ثيابك وكأنك تريدين أن توصلي إليَّ شيئاً ! فقولي ما تريدين قوله دون مقدمات .
لقد أصبتَ حين أدركتَ أنني أريد أن أوصل إليك شيئاً فسألت : ما صلة اللباس بي ؟ لست أنا من ذكر ذلك ، بل الله سبحانه في قوله {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } والصلة الوثيقة بين الزوجين تشبه كثيراً الصلة بين الإنسان ولباسه ، فاللباس كما ذكرت لك يدفئنا ويحمينا ويزيننا ويلتصق بنا ويسترنا وقلما يفارقنا ، وكثير من هذه المعاني ، أو قَدْرٌ منها ، أفتقده فيك يا زوجي الحبيب .
فالدفء الذي يوفره اللباس لنا أفتقده في كلماتك ، وفي نظراتك ، وفي لمساتك .
والحمايـة التي تقترن باللباس قلما تشعرني بها حين لا تدافع عني ولا تثني علي .
والالتصاق الذي يتم بين الإنسان ولباسه لا يتم بيني وبينك إلا قليلاً في تلك المعاشرات النادرة .
والستر الذي يحققه اللباس لمرتديه أفتقده فيك حين لا تكتم تقصيري وبعض أخطائي فتحكيها لأهلك وأهلي .
وقلة مفارقة الإنسان للباسه أجدها مفارقة كثيرة بيني وبينك حين تغيب كثيراً عن البيت ، وإذا ما كنتَ فيه تجنبت الجلوس معي وابتعدت عني .
أرأيت ، زوجي الحبيب ، كيف غابت صفات اللباس التي أشار إليها القرآن الكريم عن حياتنا الزوجية المشتركة ؟!
ودعني أعترف بأنني أيضاً كنت مقصرة فلم تجد أنت فيَّ كثيراً من تلك الصفات .
فهلا تعاهدنا على تحقيق ما يحمله قوله تعالى { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن } في حياتنا؟!
وسوم: العدد 798