يومان من الدروس والعِظات
رأى الخبير في الشؤون الأوروبية والدولية حسام شاكر أن "الاحتلال الإسرائيلي لا يجد ما يربحه من استمرار التصعيد على جبهة قطاع غزة، كما أنّ تسخين الموقف لا يخدمه إقليميًا وقد يُعرقِل مسار التطبيع مع عواصم عربية".
وأضاف شاكر، في مقال له مساء اليوم، أن ما يشقّ على الاحتلال هو رؤية المقاومة الفلسطينية وهي تُثبِت جاهزيتها وكفاءتها وقدرتها على إيلامه، بما يردعه أكثر عن الإقدام على شنّ عدوان موسّع لاحقًا ويجعل جمهوره رهينة الإحساس بالانكشاف رغم دعاية القبّة الحديدية.
وأضاف "إن استقرّ وقف إطلاق النار حقًا فستكون خبرته (الاحتلال) خلال اليومين الماضيين مريرة وستترك ندوبًا في وعي جمهوره وقد تتدحرج رؤوس قيادية تبعًا لذلك".
وأشاد شاكر بـ"الأداء التكتيكي" الذي شوهد في الميدان على مدار يومين بين فصائل المقاومة، معتبرًا أن لذلك "دلالة استراتيجية لا تُخطئها العين تتّصل بمعادلة الردع التي تفرض على الاحتلال مراجعة حساباته قبل أي حملة عدوانية لاحقة على قطاع غزة".
كما أشاد بالجاهزية التي أظهرها الشعب الفلسطيني في القطاع، كما في السابق، للتضحية واحتمال الجراح "وهو امتياز لا يقوى عليه جمهور الاحتلال".
وبحسب الخبير في الشأن الأوروبي والدولي فإن "ما جرى على مدار يومين كان أداءً ميدانيًا فلسطينيًا منضبطًا في الرد النوعي على اعتداءات الاحتلال في قطاع غزة، بينما أخذت قيادة الاحتلال تنزلق إلى تصعيد أهوَج بعد تعثّر عمليتها العدوانية شرق خان يونس ومحاولتها احتواء ذيولها".
وبيّن أن ردّ المقاومة جاء "جريئًا وصارمًا ومنضبطًا"، أما جيش الاحتلال فعاد إلى "هواية قصف أهداف سهلة التي ارتدّت عليه بتوسيع الرد الفلسطيني".
ولفت شاكر إلى أن من دروس هذه الجولة من التصعيد أن التصفية الشاملة لقضية فلسطين كما تفترضها "صفقة القرن" تُراهن على الوهم.
وأضاف مفسّرًا "اتّضح مجدداً أنّ فلسطين قادرة على زلزلة الأرض من تحت أقدام محتليها من حيث لم يحتسبوا، وأنّ شعبها يقلب ضعفه قوّة وقوّة عدوِّه ضعفًا، ويُربِك المحتلين بعيون نابهة وبأدوات بدائيةً وبخيارات كانت تُحسَب من المستحيلات؛ في ميدان المقاومة أو في إبداعات الجماهير المنتفضة كما تجلّى في مسيرات العودة الكبرى".
واعتبر الخبير أن تطورات اليومين الماضيين جاءت بعد أن ذهب خطاب التطبيع بعيدًا في رسم صورة وديعة وحالمة عن القاعدة الحربية الضخمة في فلسطين لا صلة لها بالواقع.
وتابع مستدركًا "لكن الحقائق على الأرض جاءت لتصفع وعي المطبِّعين بموسم جديد من القصف والعدوان والاغتيال والهجمات المباغتة".
وخاطب شاكر المُطبّعين قائلًا "ربما غَفل الذين أسكرهم التطبيع عن أنّ حكومة نتنياهو التي تُستقبَل بأحضان دافئة ومصافحات حميمة وابتسامات مشرقة في عواصم عربية ويتم الإعلان عن شراكات إقليمية وثيقة معها؛ هي ذاتها التي تُمارِس القصف والتوغّلات والاغتيالات وأعمال القتل والتدمير والاستيطان وتدنيس المقدسات بلا هوادة".
وأفشلت المقاومة الفلسطينية مساء الأحد مُخططًا إسرائيليًا استخباراتيًا شرقي خانيونس جنوبي قطاع غزة، أسفر عن مقتل ضابط في الوحدة الإسرائيلية الخاصة وإصابة آخرين في حين استشهد سبعة مقاومين بينهم قيادي بارز في كتائب القسام.
وشنّ الطيران الحربي الإسرائيلي عشرات الغارات على قطاع غزة خلال أمس الاثنين واليوم الثلاثاء ما أدّى لاستشهاد 7 مواطنين وإصابة نحو 30 آخرين، فيما ردّت المقاومة بإطلاق مئات الصواريخ على المستوطنات الإسرائيلية واستهدفت حافلة عسكرية بصاروخ "كورنيت" ما أدّى لمقتل ثلاثة إسرائيليين وإصابة نحو 80 آخرين.
وسوم: العدد 798