المدلول السياسي لاعتقال عائشة خيرت الشاطر
اعتقال السيدة الفاضلة عائشة خيرت الشاطر ليس حدثا عاديا من وجهة نظري ، رغم أنّي أعي تماما أنه إنسانيا و أخلاقيا لا فرق بينها و بين أي معتقلة أخرى و أن جميع المعتقلات يجب أن يحظون بنفس الإهتمام .
لكن نحن في معركة لا تدار بالأخلاق و لا بالإنسانية و لا حتّى قريب منهما .
المدلول السياسي للحدث كارثي فعائشة مع حفظ الألقاب ابنة م خيرت الشاطر نائب المرشد العام للإخوان و ذات النفوذ الكبير داخل الجماعة و خارجها فهي رسالة من النظام أنه لم يعد يقيم وزنا على الإطلاق لأكبر فصيل معارض في تاريخ الشعب المصري ، و خصوصا أن اعتقال النساء لايزال له حرمته على الأقل لدى أصحاب الفطر السوية من المصريين جميعا سواء كانوا ذات مرجعية اسلامية أو غيرها .
ضف على ذلك الاختفاء القسري لما يزيد على عشرة أيّام لها و للكريمات معها ، و بالتالي اذا لم يعد لشخص بحجم و وزن م خيرت هيبة لدى النظام و لا جماعته ، فهي رسالة أخرى لعموم المصريين و خاصتهم من الإخوان و الإسلاميين أن الجميع ظهره مكشوف و أنه لا أحد يحميهم أويعينهم حين تحدث لهم كارثة كهذه .
و هي رسالة تجعل الخوف على الذات يزيد و الابتعاد عن أي فكرة للتغيير تجربة فاشلة لن يقدم عليها أحد ، و محاولة تأطير الاستضعاف بإطار شرعي مثل التذكير بالسيدة سمية و ما حدث معها هو نوع من الدجل أو الاستعباط من وجهة نظري ، فالمقدمات و الحيثيات مختلفة جذريا و ليس هذا مكان تحليلها .
في النظم و الكيانات التي تعرف قيمة نفسها و قيمة الآخرين ، يصارح القائد أتباعه و يخبرهم أنه عاجز عن الفعل و أنه ليس لديه جديد يقدمه لهم و لا حل لهذه المشكلات لديه و يعتذر عن العمل و يتنّحى جانبا و يترك الآخرين يقدموا تصورات لحل هذه الاشكاليات و معالجتها و من ثمّ يتم اختياره شوريا لتولي المسئولية و تنفيذ برنامجه الذي جاء به الى موقع المسئولية فتتجدد الدماء و تتغير فرق العمل و تظهر مساحات حركة جديدة تربك الخصوم من القادم الجديد و تبدء تفاعلات جديدة في الصراع تنتج أحداثا و وقائع جديدة و بقدر التوفيق و الحكمة في ادارة الصراع يبدء حصد المكاسب و زيادة النقاط لصالحك .
هذه أبجديات التفكير العقلاني التي تخلينا عنها اختيارا أو اضطرارا بسبب الفشل في توصيف الصراع أولا ثم الفشل في ادارته بالأدوات المناسبة له ثانيا ، و بالتالي استمرار حالة الموات و الاستباحة ستظلّ هي الأصل الا أن يأذن الله بتغيير في الشخوص و منهجيات التفكير .
وسوم: العدد 798