أهلُ الحَلِّ والعَقدِ .. وَ المَجْمَعُ الانتِخابيُّ الأمريكيُّ
في حوار جرى عام 2003م بيني وبين وفد أمريكي برئاسة المستر ورن كرينر نائب كولن باول - وزير خارجية أمريكا يومئذ ، وبحضور السفير الأمريكي في السعودية ، والقنصل الأمريكي العام بجدة وسبعة أعضاء آخرين .. وكان موضوع الحوار (الإسلامُ والليبراليَّة - التوافق والاختلاف) وفي سياق التحدث عن آليات اختيار المسؤول الأول في الدولة المسلمة بمسمياته المتنوعة : (إمام، خليفة ، ملك، أمير، رئيس.. إلخ) وردَ على لساني مصطلح (أهل الحل والعقد). فاستوقفني رئيس الوفد متسائلاً: ماذا تعني بعبارة (أهل الحل والعقد..؟) قلت: هم الذين ينوبون عن الشعب بتحديد من هو الشخص المؤهل لمنصب المسؤولية الأولى أو الكبرى في الدولة ..؟ ليقومَ عمومُ النَّاس من بعد بتأكيد ذلك عبر آلية نظام (البيعة).قال: أليست هذه ازدواجية تخل بنزاهة حرية إرادة الشعب في اختيار رئيسه ..؟ أو ليست وصايةٌ مُقيدةٌ لإرادة حرية الاختيار..؟ قلت: وماذا عن تولي كل من الحزب الجمهور و الحزب الديمقراطي حصرياً مع غياب إرادة عموم الشعب الأمريكي مهمة اختيار الشخص المؤهل للرئاسة ..؟ وماذا عن (المَجْمَعُ الانتِخابيُّ الأمريكيُّ عِنْدَكم الذي يقرر ويحسم الخلاف بهذا الشأن في ضوء المصلحة العليا لأمريكا بصرف النظر عن نتائج الانتخابات ..؟) قال: سؤال منطقي وموضوعي يجعلني أعيد النظر فيما تساءلت.. ولكن قل لي من فضلك من يحدد أعضاء أهل الحل والعقد..؟ وما هي آليات اختيارهم..؟ قلت هذا الأمر وغيره من وسائل إدارة الدولة متروك لخيارات الشعوب وفق ظروفهم وأحوالهم .. وقد أوضح النظام الأساسي للحكم ونظام البيعة في السعودية هذا الأمر ..قال ألديك ما يوضح هذا الأمر ..؟ قلت: بلى.. قال هات ما عندك من فضلك ..فشرحت له رؤيتي فيما رغب وهذه الرؤية مدونة في كتابيي (تعالوا إلى كلمة سواء) وهو متاح مجاناً.
وسوم: العدد 799