فِتْنَةُ المُصْطَلَحَاتِ .. و هَرْطَقَةُ الغُلاةِ – 21
( أهلُ الذكرِ - 1)
أهل الذكرِ : مصطلح قرآنيِّ موسوعيِّ .. وهو منطلقً من منطلقات منظومة قيم الاستخلاف الرَبَّانيِّ للإنْسَانِ في الأرض .. وأهل الذكر: هم أهل العلم والمعرفة والدِرَايَة في مسائل عَالَمِ الشْهَادةِ .. وهم المتبصرون في أحوال عَالَم الغيبِ .. وبكلمة أخرى فأهل الذكرِ : هم كِبارُ الفقهاء والاستشاريون المتخصصون وكِبَارُ الخبراء المهرة المتمرسين في كُلِّ فنون وعلوم ووسائل مَهام الاستخلاف في الأرض لإقامة الحياة .. وهم المتقنون الأكفاء لفنون وعلوم وتِقَنِياتِ تسخير وتفعيِّل مكنونات الكون بما يحقق مصالح الإنسان وطموحاته.. أما منظومة القيم الربَّانيَّةِ لاستخلاف الإنْسَانِ في الأرض فمن أبرزها ما جاء في أقواله تعالى :
" إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً " فالإنسان مستخلف لذاته دون اعتبار لنوع هويته. " وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ " فهي مسخرةٌ للنَّاس لأداء مهام الاستخلاف. " فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ " فالأرض سكنهم وخزانة رزقهم. " وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ " فالإنسان مُكرَّم لذاته بصرف النظر عن نوع انتماءاته. " لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ " فحريَّة الإنسان مطلقة فيما يفكر ويعتقد." مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا " فحياة الإنسان مقدسة لذاتها بصرف النظر عن هويتها." كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ " فالحرب خيار استثنائي مكروه لرد البغي والعدوان ويلغى بانتفاء مبرراتها. " وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ " فالسلام أصل العلاقة بين النَّاس." مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لا يُبْخَسُونَ" فالحياة وزخرفها ومتاعها متاحة للنَّاس جميعاً بلا استثناء. " وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ" الرجل والمرأة شريكان في مسؤوليات مهمة الاستخلاف على أساس من التكامل المنصف بينهما. " إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ " أداء الحقوق وإقامة العدل من أجل غايات مهمة الاستخلاف في الأرض.
يتبع بعون الله تعالى
وسوم: العدد 804