تمزيق الأمّة إلى أعراق متناحرة ، أوغلَ فيه السفهاء ، فأين الحكماء ؟
العرب والكرد والترك ، أعراق ، وحّدها الإسلام ، ضمن الأمّة الواحدة ، فبرز ، من كلّ عرق سفهاؤه ، ليمزّقوا الأمّة ! فهل يدعهم الحكماء ، أم يردعونهم؟
بدأت النزعة القومية ، تدبّ ، في جسد السلطنة العثمانية ، في العقود الآخيرة من عمرها، متسرّبة إليها ، من الدول الأوروبّية ، التي ثارت فيها النزعات القومية ، قبل قرنين من الزمان ! واستغلّ الماسون هذه النزعة، فحرّكوها، وأجّجوا نارها، في أوساط بعض الطبقات، من شتّى الأعراق المنضوية ، تحت لواء الدولة العثمانية، والتي كان يحلو، لبعض رموزها ، أن يُلقّبوا : ب (المتنوّرين )!
وكان يهود (سالونيك) الذين تظاهروا ، باعتناق الإسلام ، في الدولة العثمانية ، هم قادة النزعة القومية ، بين سائر الأعراق ، المكوّنة للدولة العثمانية ! وكان يهود( سالونيك) هؤلاء ، قد تغلغلوا ، في مفاصل السلطنة ، وفي المواقع العليا ، منها ، فباشروا عملهم الخبيث ، في تفتيت كيان الدولة ، تحت حجج مختلفة ، وذرائع شتّى ، منها ، بل في مقدّمتها : التحضّر، على غرار أوروبّا !
وصارت الأقوام ، غير التركية ، تسمع عبارات شيطانية ، بثّها أتباع الماسون ، مثل : اترُكوا التُركَ ، كما تَركوكم !
وطفق بعض الشعراء ، المحسوبين ، على أمّة العرب ، ينظمون القصائد ، في تمجيد العرب والعروبة ، وكثير منهم نصارى ! فقال أحدهم ، في قصيدة :
وسقطت السلطنة العثمانية ، وتمزّقت الأمّة ، وخضعت لأنواع شتّى ، من الاستعمار الأوروبّي .. ثمّ استقلّت ، عنه ، حسبما يقال !
ودارت الأيام ، وحكم سورية ، حزبُ (البعث العربي الاشتراكي) ، الحزب القومي العلماني، فعبث بالبلاد والعباد ، عبثاً شديداً ؛ إذ هيمنت عليه ، أقلّيات غير مسلمة ، فجعلت لها أفضليات ، في البلاد ، ليست لغيرها ، من أبناء الأكثرية المسلمة ! والأهمّ من ذلك ، أنها حرَمت بعض المكوّنات ، العرقية المسلمة ، من حقوقها ، في بلادها ، ولاسيّما المكوّن الكردي ، الذي حُرم كثير من أبنائه ، حتّى من حقوق المواطنة ، وعلى رأسها (الهويّة) ، التي تثبت انتماء الفرد ، إلى وطنه !
وهكذا بدأ ، بعدَ تمزيق الأوطان ، تمزيقُ الشعوب ! فأين العقلاء المخلصون ، من الأعراق الضحايا ، ليدافعوا : عن أوطانهم ، وذواتهم ، ومقدّساتهم .. في مواجهة أعاصير العبث والتمزيق !؟
وسوم: العدد 804