عين تاب
مدينة عينتاب أو غازي عنتاب كما يسميها الأتراك تقع شرق إقليم الأناضول ، وهي أقرب مدينة على حدود سوريا ، وتبعد عن حلب ٩٠ كم تقريبا .
عين تاب تعني بالعربية : الربيع الجيد
عام ١٩٢٠ حاصرت القوات الفرنسية المدينة لدمجها مع أراضيها في سوريا ولبنان ثم أطلق عليها لقب غازي ومعناه( بطل المدينة ) لتكريم المدافعين عنها فأصبحت غازي عنتاب
عين تاب اسم له في ذاكرتنا مكان رفيع وواسع :
فطورنا كان من الدبس العنتابي وعشاؤنا من الكبة العتنابية ، كنا في صغرنا نقوم بمظاهرات ليليلة كان هتافنا فيها :
والنبي شايل كتاب من حلب لعنتاب.
كنا على موعد مع جوازات عنتاب لإبدال الهوية الأممية، أفسحت الشرطة الطريق للشيخ ، واحترام الكبير شيء بارز عند موظفي الجوازات ، أعرف جوازات مكة وجوازات نجران وجوازات حلب فلا والله ما رأيت نظاما كما رأيته في جوازات عنتاب .
والملفت للنظر أن المعارضة لها مكان واسع فصور رئيس سابق تملأ الباحة والجدران ، وتكثر اللحى بين الموظفين والحجاب عند الآنسات .
كانت السماء ترسل خيراتها من مطر ورذاذ
كان صلى الله عليه وسلم عند المطر يكشف عن ساعده الشريف ليستقبل المطر قائلا قريب العهد بربنا صلى الله عليه وسلم
وبعد استجواب لطيف خفيف أعطينا هويات جديدة بدلا من هويات الأمم المتحدة وبسرعة ودون تأخير احتراما لسن الشيخ ومراعاة لوضعه الصحي .
بيننا وبين الأتراك وشائج لا يمحوها الزمان كل قرطاسيتنا من عنتاب، تجارتنا ولو على الحمير موجهة نحو عنتاب ، كنا نأتي بتجارة القشق من عينتاب .
والطريف أن اسم غازي وهو لقب عسكري يمنح للقادة العظام أمثال عثمان نوري باشا بطل معركة بلافنا على نهر الدانوب .
وامتزج العرب والأتراك في لحمة واحدة فصارت بعض بلادنا تسمى تركمان بارح
وصارت أبوابنا الأثرية تحمل اسم باب أنطاكية
وبيننا وبين تركيا حدود مشتركة والناس يتزاورون عربا وعجما خاصة في الأعياد
عندما ترى عنتاب تتذكر ناطحات السحاب في بلادك ، عندما ترى مساجدها ذات الأربع مآذن تتذكر مسجد قباء الحالي
وخرجنا من الجوازات ومطر السماء ينهمر رذاذا وسرنا صوب بلدنا ووطننا نيزب وكان السائق يمشي الهوينا وزاد الرحلة جمالا سرعة معقولة وضباب ورذاذ ودعنا عنتاب والقلب يغني على بلدي المحبوب وديني أي إلى نيزب وفورا دخلنا مطعما وقدم لنا غداء تحتار من أي صنف تبدأ الجبنة المشوية تغريك والكباب ينادي إليّ اليّ مذاق لذيذ ورائحة ألذ .
اللهم لك الحمد نعمك موفورة وأياديك مشكورة لك الحمد على ما أوليت لك الحمد على ما أعطيت .
تستطيع أن تقول :
وطن عليه من الزمان وقار
النور ملء شعابه والنار
تغفو أساطير البطولة حوله
ويهزها من مهدها التذكار
عاشت عنتاب وعاش أهلها في حفظ الله وعنايته وعاش رئيسها المفدى زعيم العالم الإسلامي البطل رجب طيب أردوغان في حفظ الله ورعايته .
أما وطن الولادة فأقول عنه :
ياموطنا عبث الزمان به
من ذا الذي أغرى بك الزمنا
قد كان لي عن سواك غنى
لا كان لي بسواك عنك غنى
عطفوا عليك فأسعوك أذى
وهم يسمون الأذى مننا
كم ذا أغالبه فيغلبني
دمع إذا كفكفته هتنا
هل أكمل قصيدة أبي ريشة :
إن أرحام البغايا لم تلد
مجرما مثل هذا المجرم
حيا الله الرافعي إذ يقول :
بلادي بلادي فداك دمي
وهبت حياتي فدا فاسلمي
غرامك أول مافي الفؤاد
ونجواك آخر مافي فمي
تعيش بلادي ويحيا الوطن
حيا الله أديبنا الأصم وقد مرغ في التراب وجه عميد الأدب العربي طه حسين
واقرأ كتابه (على السفود ) .
طه ضرير وخصمه أصم وقد استمات الأصم وهو يدافع عن القرآن وهديه
اقراوا كتابه ( إعجاز القرآن ) رحمه الله وأعلى مقامه في عليين .
أما طه حسين فهو ليس عميد الأدب العربي هو أديب من الدرجة الثالثة واسالوا زكي مبارك والمازني وسيد الديباجة العربية الزيات .
حيا الله أدباء مصر وعلى رأسهم الرافعي والمازني والزيات رحمهم المولى .
حمى الله تركيا من كل كيد وشر ، أقول هذا القول
واستغفر الله لي ولكم
وفرجك يا قدير .
وسوم: العدد 809