في معنى الجاهلية..
الجاهلية اصطلاح مستحدث، ظهر بظهور الإسلام، وقد أُطلق على حال قبل الإسلام تمييزًا وتفريقًا لها عن الحالة التي صار عليها العرب بظهور الرسالة.
وقد فهم جمهور من الناس أن الجاهلية من الجهل الذي هو ضد العلم، ومن الجهل بالقراءة والكتابة، وهذا الرأي غير صحيح لأن العرب عرفوا الكتابة والقراءة قبل الإسلام.
وفهمها آخرون أنها من الجهل بالله وبرسوله وبشرائع الدين وباتباع الوثنية، والرد أن العرب كانوا يؤمنون بالله ولكنهم كانوا يشركون به أصنامهم.
وذهب آخرون إلى أنها من المفاخرة بالأنساب والتباهي بالأحساب والكبر والتجبر وغيرها من الخلال التي كانت من أبرز صفات الجاهليين.
يرى جولدتسيهر أن المقصود الأول من الكلمة (السفه) الذي هو الأنفة والغضب وكل ما هو ضد الحلم وما إلى ذلك من معان وقد استشهد ببيت لعمرو بن كلثوم:
ألا لا يجهلن أحد علينا *** فنجهل فوق جهل الجاهلينا
أي لا يسفه أحد علينا فنسفه عليهم فوق سفههم.
ويؤيده جواد علي بقوله إن الجاهلية تعني النزق والأنفة والغضب التي هي ضد الحلم.
جاء في القرآن الكريم: "أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكمًا لقوم يوقنون" سورة المائدة الآية 50.
وجاء في الحديث أن أبا ذر سبّ رجلاً، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم "إنك امرؤ فيك جاهلية".
راجع: جواد علي، المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، ج1، ص 37-39.
وسوم: العدد 813