الحكمة : بين القول والفعل ، والإفراط والتفريط !
موضوعات الحكمة كثيرة ، منها : الجود ، والشجاعة ، والعقل ، والتقوى ، وحسن الخلق..! ووضع كلّ حكمة، في موضعها المناسب ، يُعَدّ من الحكمة !
يقول الله ، جلّ شأنه :
ومَن يؤتَ الحكمة فقد أوتيَ خيراً كثيراً .
ومن تعريفات الحكمة : وضعُ الأمور، في مواضعها !
والموضوعات ، التي ترد فيها الحكمة، كثيرة متنوّعة، كما ورد آنفاً! فهل يُعَدّ حكمة ، كلّ قول، أو فعل، يظنّ صاحبه ، أنه من الحكمة ؟
الإجابة المتعجّلة ، على هذا السؤال ، قد تكون مزلقاً ، وقد تُنافي الحكمة ، أو تُجافيها !
فقد يمارس بعض الناس ، نوعاً من الطيش ، أوالتهوّر، في مواجهة خطر داهم ، أو ماحق: خطرِ مجموعة ، من الوحوش الضارية المفترسة..أو خطر عدوّ شرس، مدجّج بالسلاح الفتّاك، دون قوّة مكافئة ، ولو في الحدود الدنيا .. فهل يُعَدّ هذا ، من الشجاعة !؟
وإذا كان الفعل لا يُعَدّ من الشجاعة ، بل من الطيش ، أو التهوّر .. فهل يُعَدّ الحديث عنه ، على أنه شجاعة ، ويُذكر على أنه ، من موضوعات الحكمة .. هل يُعَدّ هذا ، من الحكمة ؟
وإذا كان أمام الشخص ، المجازف بحياته ، بديلان ، حصراً ، كلاهما موت ، هما : موت الشجاع ، المتصدّي للخطر ، وموت الجبان ، المستسلم للموت .. فهل تُعَدّ مجابهة الموت، بشجاعة ، هنا ، طيشاً ، أو تهوّراً .. أم ينطبق عليها ، مضمون بيت الشعر:
أم يوصف بأنه ، من أصحاب الجود العظيم ، المميّز، الذي تجاوز حدود الجود ، إلى درجة ، أسمى منه ؛ فيصحّ فيه ، قول الشاعر:
فتنتقل الحالة ، هنا ، من كونها شجاعة فائقة ، إلى كونها جوداً فائقاً !؟
وإذا انتقل الحديث ، إلى صفة الجود ، أخذ منحى آخر!
ونكتفي ببيتين من الشعر، نحسبهما يغنيان ، عن مئات الحكم الشعرية ، في الحديث عن الجود :
وسوم: العدد 815