حين يكون التباكي ، أحدَ أساليب التذاكي !
في المثل العربي القديم : ليست النائحةُ كالثكلى !
التباكي : هو افتعال البكاء ، أو التظاهر به ! وهو أسلوب قديم ، يُستعمل في الخير، والشرّ!
ففي الخير: يُستعمل التباكي ، لأمورعدّة ، منها : ماورد ، في الحديث الشريف ، أن رسول الله، أمَرَ المسلمين بالبكاء، عند تلاوة القرأن ، ومَن لم يستطع البكاء، فعليه بالتباكي، وذلك ؛ لترقيق القلوب ، عند تلاوة كتاب الله العظيم !
التباكي ، على مأساة مفردة :
ومن التباكي : أن يتباكى الرجل ، أو المرأة ، لوفاة شخص ، ما ، إظهاراً لمشاعر المودّة ، لأهل الميت، أوالحزن عليه ! وقد يحصل التباكي، بنيّة حسنة ؛ إظهاراً للودّ، أو الحزن ..أوبنيّة سيّئة ، مخادَعة لأهل المتوفّى ؛ لكسب حظوة لديهم ، أو منفعة مادّية ، أو نحو ذلك !
التباكي على الوطن :
والتباكي على الوطن ، ومصالحه العليا ، ووحدته ، وتقدّمه ، وازدهاره ، ونحو ذلك من المصطلحات .. هو أكثر أنواع التباكي ، التي يمارسها الساسة ؛ لاسيّما ، في مجال الدعايات الانتخابية ، وفي المزايدات على الخصوم ، وفي اتّخاذ مسوّغات : للبطش بالخصوم ، حين ينافسون أصحاب السلطة ، على كراسيهم .. ونحو ذلك !
التباكي ، على مأساة شعب ، كالشعب الفلسطيني ..
ومن أنواع التباكي الشائعة ، كثيراً ، التباكي ، على مأساة الشعب الفلسطيني ، من قِبَل الساسة: المخلصين والمنافقين ، من أبناء فلسطين ، ومن أبناء الشعوب العربية المختلفة ! وأكثرُ المتباكين ، هم من المجرمين ، الذين يتاجرون بالقضية الفلسطينية ، ويتظاهرون : بحبّ فلسطين ، والحرص عليها ، وعلى مقدّساتها .. والعطف على أهلها ، ومآسيهم ، وحقوقهم في العودة .. ونحو ذلك !
أمّا التباكي ، على شعب سورية ، ومآسيه الرهيبة ؛ فقد نشأ حديثاً ، بعد اندلاع الثوة السورية ، عام : / 2011/ ! وتلتبس ، في هذا التباكي ، صور: المنكوبين ، والمشفقين الحقيقيين ، على شعب سورية .. بصور: المنافقين المتظاهرين بالإشفاق ، على هذ الشعب ، الذين سمّوا أنفسهم: أصدقاء الشعب السوري ! وتبيّن ، للقاصي والداني ، فيما بعد ، حجم الخداع ، الذي مارسوه ، على هذا الشعب ، البائس المنكوب !
أمّا التباكي ، على أمور معنوية فكرية ، مثل : المنهجية والموضوعية ..والتباكي ،على أمور معنوية ، سياسية وإنسانية ، مثل : العدالة ، و الحرّية ، وحقوق الإنسان .. والتباكي ، على قيّم خلقية ، مثل : الشرف ، والعفّة ، والأمانة ، والصدق ، والنزاهة ..
أمّا هذه الأصناف ، من التباكي ، فكثيرة ، جدّاً ، ومتنوّعةُ ، من حيث : الأشكال ، والألوان ، والأشخاص، والهيئات ، والأسماء ، والصفات ! وأكثرُ الممارسين لها ، هم ممّن يتاجرون بها ، لأسباب كثيرة ، ولكلّ تاجر أسبابُه ، وأهدافُه الخاصّة به !
ولا ننسى نفيَ التعميم !
وسوم: العدد 816