رسالة إلى العمال في عيدهم

الشيخ حسن عبد الحميد

ﻻ أهنئكم .. 

وإنما أعزيكم  !

بسبب مقتل آﻻف العمال الذين ماتوا تحت الهدم ، أو تمزقوا في لجج البحار !

واﻷحياء منهم سكان الخيام أو ﻻجئين في أصقاع اﻷرض ؟ 

إليكم ياعمال مع المعذرة هذه القصة : 

تعرفون (كفر عويد ) في ريف إدلب قصفها الطيران الممانع فهربوا إلى الجبل القريب ! قصفوا ثانية فماتوا شهداء وهم على الجبل لم يجدوا نقابة عمال تدفنهم وﻻأقارب يبكون عليهم ؟ 

 أكلت أجسادهم الكﻻب وطيور الجو !

 من قاق أو شوحة أو نسر أو بومة ؟

 قبورهم في أجواف الطيور وبطون الكﻻب أو في لجج البحار !

نقابات العمال في العالم كله لم يرفعوا صوت استنكار !

 ولم تذرف عليهم دمعة في اﻷمة العربية من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر ؟

آيها المعيدون بعيد العمال كفى مهازل !

 اقعدوا في بيوتكم وخذوا بنصحية سيدة بني اﻷحمر يوم سقطت اﻷندلس !

 قالت ﻻبنها الباكي وهو يسلم غرناطة لﻻفرنج  : 

  إبك مثل النساء ملكا مضاعا 

 لم تحافظ عليه مثل الرجال !

أليس فيكم شاعر يسمعنا قول الشاعر : 

 (محمد ) هل لهذا جئت تسعى 

  وهل لك ينتمي  همل مشاع 

أ إسﻻم  وتغلبهم  مجوس 

 أأساد وتأكلهم  ضباع 

 شرعت لهم سبيل المجد لكن  أضاعوا شرعك السامي فضاعوا 

آيها الضائعون كل عام !

واﻷعﻻم الحمراء قد مُزقت ! ومبادئ لينين قد ديست !

 ودمعة حارة على أمجاد العروبة والإسلام .

تحياتي لكل عامل ﻻيحصل على الخبز من الفرن إﻻ وهو يخشى قصفا !

 أو سقوط برميل أو حاوية أو صاروخ !

ياعمال العالم :

ﻻتنسوا عمال سوريا من فتتات مساعداتكم

قال طالبوا ميراث لعمر : هب إن أبانا حمارا  أليست أمنا واحدة !! 

أنتم أيتام على مائدة اللئام .

آيها العمال :

ﻻتقيموا عيدا ولكن أقيموا عزاء واستقبلوا المعزين بأمة ممزقة ! تافهة .. تافهة .

أي عيد غير عيد الله أكبر هو : صرخة في واد ونفخة في رماد !

آيها العمال :

عودوا إلى اﻹسﻻم من جديد يعد لكم العز والفخر والمجد .

واعلموا أن ﻻ عز لكم إﻻ باﻻسﻻم .

أما لكم خطيب مصقع هو خالد بكداش وهو خطيب مفوه لكن البﻻغة ﻻتغني عن الخبز شيئا !

 والخبز صار في سوريا أندر من الكبريت اﻷحمر .

أقول لنفسي ولكل عامل .. 

عظم الله أجركم .

أخي آيها العامل اقعد في بيتك وتقبل التعازي ﻻالتهاني !

رحم الله الشهداء  وأسكنهم فسيح جناته وﻻحول وﻻ قوة إﻻ بالله .

وسوم: العدد 822