خطأ ... وما تتداولون ليس لنزار القباني
أدب وسياسة:
( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ )
ويتكور الخطأ على هذه الصفحات كما كرة الثلج . ومنذ أكثر من عقد نسب البعض إلى نزار القباني قصيدة في مدح سيدنا رسول الله . وهام في واديها كل ذي خف وجناح . وكل الشعراء يكبرون بمدح سيدنا رسول الله ، وسيدنا رسول الله غني عن مدح كل أحد ولكن أهل الخفة لا يعلمون . ونزار القباني ليس من أهل ذي سلم ولا كاظمة ولا إضم ولم يرد يوما وادي العقيق . وقد نبه أصحاب الحجا والذائقة الأدبية مرارا على هذا الخطأ بل الخطيئة ولكن بقي الأمر على ما قال الأول :
قد قيل ما قيل إن صدقا وإن كذبا ... فما اعتذارك من قول إذا قيلا
وأكرر الآن :
لم يزر نزار القباني المدينة المنورة ..
ولم يقم على قبر سيدنا رسول الله ..
وليس هو القائل :
عز الورود وطال فيـك أوام
وأرقت وحدي والأنام نيـام
ورد الجميع ومن سناك تزودوا
وطردت عن نبع السنا وأقاموا ..
هذه الأبيات ليست لنزار القباني ، لا موضوعيا ولا فنيا بل هذه الأبيات لشاعر ملتاع بالحب الحقيقي . شاعر سعودي اسمه يحيى توفيق حسن . مثبتة في ديوان شعره منذ ربع قرن ..
فليكفوا عن قول الزور وشهادة الزور..
ومنذ سنتين تقريبا شاع نقل أبيات جميلة عن الغربة والعيد ونسبها بعض الإعلاميين زهوا أو ترويجا إلى نزار القباني ، ثم طارت النسبة الخاطئة أو النسبة الزور..
منذ قرأت الأبيات أدركت بالذائقة الشخصية أن الأبيات بعيدة عن نزار ، وأن نزار بعيد عنها موضوعا ونسجا وأسلوبا . وكنت على ثقة أن لحيي نزار حين يقول أشد ونسجه أمتن ، ولكن أنى لي أن أنفي القول عن صاحبه والنفي في العلم أصعب من الإثبات ..
ومع إطلالة هذه العيد بدأت سحب الزور تمطرنا : قال نزار في العيد . نزار يقول في العيد ، نزار والعيد ، العيد ونزار ؛ عشرات الرسائل تترنم بقول نزار المزعوم :
يا عيد عذرا فأهل الحي قد راحو
واستوطن الروض أغراب وأشباح
يا عيد ماتت أزاهير الربـا كمدا
وأوصد الباب ما للباب مفتـاح
أن تنسب أبيات لنزار لم يقلها ستصبح معجبة وجميلة ومعبرة يهيم الكل بها هل حفظتم حديث أولاد حارتنا " للفقير من أين لك .. وللغني مبارك " أو قولهم " الغني غنوا له "
بحهد غير كبير مع رغبة صادقة في التحقيق ..
الأبيات الجميلة التي تتداولونها هذه الأيام ليست لنزار القباني بل هي للشاعر السوري المهاجر : عبد الرزاق الدرباس له التحية وإرادة الإنصاف ..
ألقاها في الشارقة تحت عنوان " غابوا عن الشمس " سنة 2017
وأهداها إلى نزار القباني
مرة أخرى ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ).
وسوم: العدد 828