النزعتان الفردية والقبلية ، بين التوظيفين : الجيّد والسيّء!
النزعة الفردية ، وتأثيرها في الحياة ، عامّة :
لكلّ امرئ نزعته الفردية الخاصّة ، التي تشمل إحساسه الفردي ، بالأشياءالمادّية والمعنوية، ونظرته إليها، ومواقفه منها، وتميّزه ، في العلاقة بها!
وهذه النزعة قد تقوى، وقد تضعف ، بحسب نضج الإنسان ، وثقافته ، والبيئة المؤثّرة عقله وسلوكه ، وإحساساته ، عامّة !
وهي توجّه الفرد ، بصورة عامّة ، في حياته الحاضرة ، ونحو حياته المستقبلية ، وما فيها من: آمال وطموحات ، ونظرات تجاه الواقع والمستقبل!
وقد تجرّ المرءَ ، نزعتُه الفردية ، إلى اتخاذ مواقف عاقلة ، أو حمقاء ، تجاه الآخرين ، وعلاقاته بهم!
كما أن لدى الفرد ، ضمن القبيلة ، نزعة قبلية ، يشترك فيها، مع سائر أبناء القبيلة ! ولهذه النزعة القبلية تأثيرها ، في الحياة ، عامّة ، لدى الفرد القبلي ، ولدى القبيلة ، كلّها !
وقد تكون ، لدى الفرد ، نزعات عدّة : فردية ، وقبلية ، وحزبية ، ووطنية ، ودينية .. فتتكامل هذه النزعات ، فيما بينها ، أو تندغم في نفس الفرد ، وتغلب أقواها لديه ؛ كأن يغلّب النزعة القبلية ، على الحزبية ، أو يغلّب الحزبية ، على الوطنية .. فيتّجه سلوكه ، نحو تحقيق النزعة الأقوى ، لديه !
وكم تفكّكت قبائل ؛ نتيجة تغليب النزعات الفردية، على القبلية ؛ كأن يرشّح شخصان، من قبيلة واحدة ، نفسيهما ، في انتخابات معيّنة ، ويتنافسان على الموقع ، وتتشرذم القبيلة ، وتخسر الموقع ، الذي تفوز به قبيلة غيرها ، منافسة لها !
وكم تفكّكت أحزاب ؛ نتيجة لتغلّب النزعة الفردية ، لدى بعض عناصرها ، الذين تغلبهم نزعاتهم الخاصّة ، فيشكّلون ، داخل أحزابهم ، كُتَلاً ، أو (شلَلاً) ، خاصّة بهم ، يوظّفونها لخدمتهم ، على حساب أحزابهم ، فتسقط الأحزاب ، التي يتنافس فيها أشخاص ، على الزعامة ، خارج إرادة المؤسّسات الرسمية العليا للحزب ، وتنسيقها بين عناصره !
بل ، قد تسقط دول ؛ نتيجة تنافس بعض زعمائها ، على الرئاسة ، واحتماء كلّ فرد ، بمؤيّديه، فتنشأ حروب أهلية ، تأتي على الأخضر واليابس !
وسوم: العدد 832