"حملة الأمعاء الخاوية" رسالة إنسانية إلى عالم لا إنساني
بدأ ناشطون سوريون في عدة دول بحملة الأمعاء الخاوية، وذلك بالإضراب عن الطعام في حملة تحاول أن تثير إنتباه العالم الغافي عن جرائم القتل و الإبادة الجماعية التي ترتكبها روسيا المحتلة مع نظام الأسد المجرم، في الشمال السوري.
الحقيقة المرّة أن العالم ليس غافياً عما يحدث من مجازر إبادة جماعية وتدمير عشوائي للمدن والقرى وتهديم منازل المدنيين فوق أهلها، بل إن العالم كله يشهد ويشاهد بأم عينه وعلى الهواء مباشرة، لكن كأن الأمر لا يعنيه.
و الحقيقة الأمرّ أن توصيف (بأن الأمر لا يعنيه) أيضاً هو توصيف خاطئ؛ بل إن العالم كله بشرقه وغربه وبشماله وجنوبه، مجمتع ومجمع على إبادة الشعب السوري الحر.
وإذا كانت الحكومات كلها مجرمة، ومنصاعة ومؤتمرة بأوامر الدول العظمى، فأين الشعوب والمنظمات التي تدعي الإنسانية؟ نتمنى لو نسمع صرخة إنسان واحد على أي بقعة من هذه المعمورة العامرة بالتوحش والإجرام!
مشكورة جهود الأخوة ونحن فخورون بهم، ونسأل الله أن يؤجرهم على صبرهم. وما قاموا به هو إدانة أخرى تضاف إلى هذا العالم المزيف والذي يدعي الرقي والمدنية و الحضارة، وهو بحقيقته مجرد عالم متوحش، لا بل إن الغابة والوحوش تحكمها قوانين وآداب حتى بالصيد والافتراس، ولا تسمح لنفسها أن تعيش حالة من الفوضى والقتل العشوائي، ولم تعرف الأرض إجراماً بهذه الصورة كالذي حدث ولا يزال يحدث منذ تسع سنوات في سوريا.
كيف تحرك مشاعر إنسان جائع لإنسانية لم تحركها أشلاء أطفال مقطوعة ومحروقة؟ أو صورة عائلة كاملة مدفونة تحت ركام بيتها، أو صراخ أب ينتظر إخراج أبنائه من تحت الأنقاض.
ألم يحن الوقت أن تتدفق مشاعر الإنسانية لدى أي شعب على هذه الكرة المظلمة الظالمة؟
حملة الأمعاء الخاوية رسالة إنسانية لكنها موجهة الى عالم لا يعرف الإنسانية.
وسوم: العدد 835