إصلاح ذات البين
حفظت سورة الأنفال منذ ثلاثة عقود ولكن الحالة الغريبة والأشد غرابة أنه قد لفت انتباهي لمعنى كبير في الآية الأولى من سورة الأنفال وكأنني أقرأها لأول مرة في حياتي
• يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ ۖ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴿1﴾
تدور الأحداث على الساحة السورية أحداث مقيتة مميتة مدمرة للنفس البشرية قبل كل شيء ويتصارع على أراضيها الأقوياء ووقودها الشعب السوري
لايوجد رابح في الصراع
الذين قالوا وكان شعارهم ( الأسد او نحرق البلد ) فالأسد اصبح خرقة بالية في يد الجميع , والذين نادوا بهذا الشعار بين قتيل وجريح ومعوق وعوائلهم بين أرامل وأيتام وعصابات تقودهم وجوع وفقر وقهر وكل الذي قدموه صار للغرباء من ايرانيين وأفغان وعراقيين وعصابات روسية وغيرهم الكثير..الكثير
فسوريا صارت محتلة كلها لايوجد فيها محررا وإنما مستعمرات كثيرة وزعت لورثة غير شرعيين
على الجانب الآخر رجال الثورة والذين حملوا شعارا كبيرا رائعا هو :
الله أكبر
وهدفهم الحرية والشعب السوري واحد
والتخلص من الديكتاتورية البوليسية والقمعية
فالذي دفعني لكتابة مقالي هذا :
الأول :
الذي فهمته من الآية أعلاه والذي بدأها رب العالمين بذكر الغنائم في أن الغنائم هي لله أولا وهنا يكون الرزق على الله فلا يشغلنكم ولا تنشغلوا به فإن كان هنالك غنائم فهي لله ورسوله مكلف بتوزيعها لعدله ومكانته صلى الله عليه وسلم عندالمؤمنين
فااتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم
فالقوة وحدها لاتكفي والذي يمدكم بالنصر هو العدل واصلاح ذات البين
الأمر الثاني :
لاتجد مجلساً أو تجمعاً ينتمي للثورة ولا محادثات فردية أو جماعية إلا ويلقى اللوم على الدول التي كان لها تأثير على الساحة السورية
فلو وعينا وطبقنا ماأمرنا الله به في هذه الآية واجتمعنا على قلب رجل واحد أو على الأقل اجتمعنا على هدف واحد على هدف اسقاط النظام وإقامة العدل بين الناس فالعدل لايتجزأ بينما الحرية حق مكتسب في ظل العدل وليس العكس
لوجدنا أصدقاء كثر ومناصرين كثر ولكن عدم اصلاح ذات البين جعل كل دولة تستميل فئة من المؤمنين إلى جانبها تنوعت الأدوار وتعددت المكاسب وتقسمت البلاد وضاعت الدولة وضاع الشعب وكثر الأعداء وغاب الأصدقاء
عندما نصلح ذات البين ونضع أمامنا العدل قانوناً يطبق على النفس قبل تطبيقه على الآخرين عندها تجد النصر قادما إليك شرط أن تأخذ بأسباب القوة وتتوكل على الله فسينصرك الله
فالإيمان ماوقر في القلب وصدقه العمل .
وسوم: العدد 838