( من ثمار المحنة : التلاوم ، والاتهام ، والتبصّر، والتسامي ، والحزم ، والتوكّل!)
التلاوُم ، في المحن ، بدلاً من العمل النافع: أهو مِن أطايب الكلام ، أم مِن نفاياته!؟
ساحة العمل ، في سورية ، ملأى بالفرص : الكبيرة والصغيرة .. للعمل الطيّب الجادّ، من قول وفعل.. كما هي ملأى بالتحدّيات : الكبيرة والصغيرة..التي تشغل العقلاء، عن لوم الأخرين ، وتوزيع التهم والتبعات ، عليهم ، في ظروف ، تحتاج فيها سورية ، إلى كل دقيقة ، من وقت كل عاقل ، حرّ كريم !
ومواقف الناس ، في هذا وذاك ، مختلفة ، باختلاف الطبائع والعقول ، والقدرات المتنوّعة !
بعضهم : لاهمّ له ، ولا عمل .. إلاّ اللوم ، وإلقاء التبعات ، وتوزيع المسؤوليات ، على هذا الفريق، أو ذاك ! وإذا طلبتّ منه ، عملاً نافعاً ، مهما كان صغيراً .. أجابك ، مستنكراً : / كيف أعمل !؟ وماذا أعمل .. وكل مَن في الساحة : فاسدون، مفسدون، منحرفون ، مفرّطون ..! /.
وإذاطلبت منه صمتاً ، يكفّ به ، أذاه عن الخلق ، امتثالاً للحديث النبوي : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلقل خيراً، أو ليصمت)! أجابك ، بصلف: /وكيف أصمت ، عل أمر، أراه خطأ، والساكتُ عن الحقّ ، شيطان أخرس/!؟ إذ، يرى توزيعَ التهم والشتائم ، على الناس ، كيفما اتفق ، نوعاً من الصواب والحقّ .. فيظلّ يهذي ، في كل مجلس ! ولا نتحدّث ، هنا ، عن شبّيحة آل أسد ، ومرتزقتهم.. ولا عن ربائب الملالي، اللائي في حجورهم ، مثل: داعش، وأخواتِها ، وضَرائرِها..! بل الحديث هو، عن فريق ، من أبناء الشعب السوري، المضطهدين ، الذين صُبّ عليهم العذاب ، بأبشع أنواعه .. من قبل الحلف: الأسدي، الروسي ، الصفوي الرافضي.. ! ومِن صور الهذيان :
- قال تعالى :
( إن يَمسَسكم قرحُ فقد مسّ القومَ قرحٌ مثلُه وتلك الأيام نداولها بين الناس).
وقال عزّ وجلّ: ( ولا تهِنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين) .
وقال جلّ شأنه ، على لسان لقمان : (.. واصبرْ على ماأصابك إنّ ذلك من عَزم الأمور) .
_ استقبل رسول الله ، الجيش ، الذي انسحب من معركة مؤتة- لضخامة جيش العدوّ- وهو يقول:( بلْ هم الكُرّار إن شاء الله) رداً ، على مَن وصَفهم بالفرّار ! وهو الجيش ، الذي قمع الردّة والمرتدّين ، وثبّت الإسلام ، في جزيرة العرب .. وفتحَ العراق ، و فارس ، والشام ، ومصر.. وغيرها !
وقال الحكماء : الضَربة التي لاتقصمُ ظهرك ، تقوّيك ! كل ماورد ، آنفاً ، أنواع من المواقف ، يمثلها أنواع من البشر! فيختار كل إنسان ، نوع الموقف ، الملائم : لطبيعته ، وتكوينه ، وخُلقه ! وفي النتيجة: لايكون ، إلاّ مايريده الله ؛ فهو، وحدَه ، الفعّال لما يريد .. وبيده مقاليد السموات والأرض .. وهو الذي يُجري أقداره : كما يشاء ، بما يشاء ، لِما يشاء ، متى يشاء .. علينا ، وعلى غيرنا .. بأيدينا ، وبأيدي غيرنا ! ( وما يعلم جنودَ ربّك إلاّ هو ) .. ولا رادّ لقضائه ! ومَن وجَد - من أبناء سورية ، أو غيرهم – أحداً ، من الخَلق ، لديه قدرة كقدرة الله ، أو رحمة كرحمته ، أو حكمة كحكمته ، أو هيمنة على الكون، كهيمنته .. فليلجأ إليه ! فإن وجد أرباباً ( لايملكون لأنفسهم ضرّاً ولا نفعاً ولا يملكون موتاً ولاحياة ولا نشورا) .. ولا يستطيع أقواهم ، أن يدفع عن نفسه ، أذى جرثومة ، تعبث بجسده ، وتطرحه في الفراش ، أو في القبر.. فخير له ، أن يعود إلى ربّه ، ربّ السموات والأرض.. ولا يطمع أن يغيّر إرادة الله ، أو قدَرَه ، بهواه ! فهو القائل ، سبحانه : ( ولو اتّبع الحقُّ أهواءَهمْ لفسدت السمواتُ والأرضُ ومَن فيهنّ..) . أمّا الذين تمسّكوا ، بماهم عليه ، ثمّ :
) جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ) .. فحسبُنا ، وحسبُهم ، قول ربّنا ، عزّ وجلّ :
( فإنك لا تُسمع المَوتى ولا تُسمع الصُمَّ الدعاءَ إذا ولّوا مدبرين ) .
وحسبنا الله ، ونعم الوكيل .
المقاتلون : /دمّروا البلاد ، وأفشلوا الثورة ؛ بتفرّقهم ، وحرص كل منهم على الزعامة/! وربّما كان محقّاً ، من زاوية الرؤية ، هذه ، لكنه غفل ، أو تغافل ، عن التضحيات الجسام ، التي قدّمها كثير من المقاتلين، والبطولات الأسطورية ، التي أبدَوها ، في مناجزة عدوّهم ! فتركَ مافعلوه، بحسب طاقتهم..وحمّلهم المسؤولية،عمّا لايطيقون، وهو التمسّك بالحكمة: الدينية ، والسياسية ، والإنسانية.. لتوحيد الصفوف في القتال ، وتنازل كل منهم ، عمّا يراه حقّاً له ، من: زعامة ، وجنود ، وأرض ، وسلاح.. ممّا كسبه ، بجهده و جهاده ، في مناجزة العدوّ! ومعلوم ، أن هذا النوع من الحكمة ، يحتاج إلى قادة كبار، حقيقيين ، أفذاذ ! ولا يَتوقّع عاقل ، أن يملكه شباب مندفعون، متحمّسون للقتال، يفرحون بإنجازاتهم الصغيرة، ويعجزون عن حسابات الحرب الطويلة، المتكاملة..التي يجري فيها التنسيق، بين القوى، وساحات القتال.. والتنسيق بين السياسي ، والعسكري ، والأمني ، والإعلامي..! فأين القادة الكبار الذين يحملون مسؤولية هذا!؟ ولا يعني كلامنا، هذا، بالطبع ، إعفاء قادة الفصائل ، من مسؤولياتهم ، فيما يتعلّق بتوحيد الصفوف ، أو تنسيق الجهود.. بل ، كل منهم ، يحمل من المسؤولية ، على قدر وعيه: الديني ، والسياسي ، والاجتماعي ، والعسكري ، والأمني ! ( ولا بدّ من التذكير، بأن بعض قادة الفصائل ، تنازلوا، بالفعل ، عمّا يرونه حقاً لهم ، كسبوه في معاركهم .. وذلك ، حرصاً منهم ، على توحيد الصفوف ، في حربهم ، ضدّ عدوّهم المشترك ! وهذا ممّا يُحمد لهم ، عند شعبهم ، ونرجو أن يجعله الله ، ذخراً لهم ، يرونه في صحائف أعمالهم ، يوم القيامة ) . تركيا:/ قصّرت ، في دعم الشعب السوري وثورته/! غافلاً ، أو متغافلاً ، عمّا قدّمته تركيا ، لشعب سورية ، من دعم : سياسي ، وإنساني ، وإغاثي ، وعلمي ، وطبّي.. ممّا عجزت عنه ، قارّات العالم كلها ، وفي مقدّمتها : قارّتا أوروبّا وأمريكا ، المتشدّقتان بالحرية ، وحقوق الإنسان! وهما المتآمرتان ، على شعب سورية : بالفعل ، أو بالقول ، أو بمباركة الجريمة ، أو بالصمت المريب ، عمّا يفعله المجرمون ! ولقد تذمّرت أكثر هذه الدول ، المتحضرة المتآمرة.. من بضعة آلاف ، من اللاجئين السوريين ، ممّن فرّوا، إلى أراضيها، لاجئين ، من ظلم عميلها المجرم، وعصاباته .. وباتت تتنادى ، فيما بينها ، لحمل أعباء اللاجئين ! وكل ماقدّمته تركيا ، إنّما جاء ، ضمن النسق : الداخلي ، والإقليمي ، والدولي..المتشابك ، الذي يعمل فيه ، صنّاع القرار التركي.. وفي خضمّ المؤامرات ، الداخلية والخارجية ، التي تحوكها قوى الشرّ- المتحالفة: دولياً ،ً وإقليمياً ،ً وداخلياً - ضدّ تركيا، وقيادتها ، وشعبها! ولو استطاعت قيادة تركيا ، أن تقدّم ، لشعب سورية الثائر، صواريخ مضادّة للطيران ، لَما تلكّأت ، لحظة .. بل لو استطاعت ، تقديم طائرات ، لما تردّدت ! فهي ترصد عيون الروس والفرس ، والأمريكان والصهاينة والأوروبيين .. المتربّصة يها ، لحطة بلحظة ! فالنسق الدولي والإقليمي والمحلي ، الذي يعمل فيه أردوغان ، يمنعه ، من أن يقفز في الفراغ ، والأخطارُ محيطة به ، من كل جانب ! وقد حاولت قوى الشر،ّ مرّات عدّة ، أن تستدرجه ، ليقفز في الفراغ ، قفزة تقضي عليه ، وعلى طموحاته العظيمة ، التي يريد تحقيقها لبلاده ! لكنه كان أوعى من ذلك، بكثير! ولو كان ممّن يقفزون في الفراغ، لسقط في سنوات حكمه الأولى! فهو ، في قراراته ، ومواقفه .. كأنه يتمثّل ببيت زهير بن أبي سلمى: ومَن لايقدّمْ رجلَه ، مطمئنّة = فيثبتَها ، في مستوى الأرض ، يَزلقِ ومن لا يعرف – من الصغار- كيف يحسب القادة العظام ، قرارات دولهم .. يستهويه الصراخ : أين أنت ، يا أردوغان!؟ هل بعت بلادنا، يا أردوغان!؟ هل أبرمتَ صفقة، على حساب دمائنا ، ياأردوغان.!؟ من هذا الكلام ، المؤذي لشعب سورية ، الذي احتضنه أردوغان .. قبل أن يكون مؤذياً لأردوغان ! وسبحان القائل : (هلْ جزاءُ الإحسان إلاّ الإحسان). وقال الشاعر: إذا أنتَ أكرمتَ الكريم ،َ مَلكتَه وإن أنتَ أكرمتَ اللئيمَ ، تمرّدا والأطرف ، أن بعض السوريين ، يطالبون القيادة التركية ، بأن تقدّم لهم، ماتعجز عن تقديمه ، حتى لدولتها ، في ظروفها الصعبة الراهنة! فينطبق عليهم ، قول المتنبّي : أريدُ ، مِن زمَنيْ ، ذا ، أن يُبلّغني = ماليس يَبلغُه ، مِن نفْسهِ ، الزمنُ فإن لم تقدّم لهم ، هذا ، سلَقوها بألسنة حداد ، شحَذَها الجهلُ ، أو سوء الخُلق .. أو شحذتْها مَباردُ المتآمرين ، على تركيا وقيادتها وشعبها.. لتصبّ تلك الشتائم ، في خانة المتآمرين ، في كل الأحوال ، حتى في حال حسن النيّة ، من مُطلقيها ، والمروّجين لها ! غافلين ، أو متغافلين، عن أن تركيا، هي الركن الأقوى: لهم، ولشعبهم ، ولأمّة الإسلام، كلها! وهي شريك ، الآن ، كامل الشراكة ، لشعب سورية ، في مجابهة الأخطار، وفي المصير! وينطبق ، على هؤلاء الشتامين ، قوله تعالى : (يُخربون بيوتَهم بأيديهمْ وأيدي المؤمنين)! وواضح أن الصورة انقلبت ، هنا ، وأن المؤمنين ، في هذه الحال ، وفي سياق هذا الصراع الغريب ، هم : آل أسد وعصاباتهم ، وملالي طهران ومرتزقتهم، وبوتين ، وقوّاته المجرمة ، التي تحتلّ سورية ! فهل ماتت العقولُ والضمائرُ، معاً !؟ دولةُ فارس ، العدوّ الأخبث ، لتركيا ، من أيام إسماعيل الصفوي ، والتي تآمرت ، مع أبالسة الشرّ، جميعاً ، ضدّها ، منذ تلك الأيام .. تشدّ أزرها، اليوم ، بدولة الروس (المَسقوف!) وبالقوى الصليبية والصهيونية، ومرتزقة الرافضة ، من أنحاء العالم ! فبمن يشدّ أردوغان ، أزره ، من دول العالم ، كلها ، دفاعاً عن سورية ، وعن شعبها ، الذي يتسافه بعض أفراده - الذين آواهم، وأطعمهم، وعلّم أبناءهم، وعالج حرحاهم-.. ويطيلون السنتهم، ضدّه، لأنه لايملك قوّة الله ، الذي يقول للشيء: كن فيكون .. ويحارب العالم ، كله ، دفاعاً عنهم ! وبعضهم يُسفّ ، إلى درجة تدفع العاقل ، إلى التساؤل : مَن هذا المخلوق !؟ وأين نشأ !؟ وهل هو سوريّ حقاً !؟ وأيّ نوع من السوريين هو!؟ ولمصلحة مَن ، يَنثر هذه النفايات التافهة، من الكلام الرخيص!؟ الإخوان المسلمون :/ قصّروا ، في دعم الثورة والثوّار/! غافلاً ، أو متغافلاً ، عمّا قدّمه الإخوان ، من دعم : مالي ، وبشري ، وسياسي .. يفوق طاقتهم! وربّما يجهل الكثير، ممّا قدّمه الإخوان ، في هذا المجال! وتوجيه التهم ، عن جهل، يُسقط المرءَ ، خلقياً أو عقلياً، ولا يُعدّ جهله ، عذراً له ! الائتلاف :/ قصّر، في دعم الثورة ، وفرّط ، وعجز، وأساء../! دون أن يكون لصاحب التهم ، قدرة ، على معرفة : طبيعة الائتلاف ، وتركيبته، وإمكاناته ، وكيفية صناعة قراراته ، وأنواع القوى المتحكّمة به ! الجهة الفلانية، والمجموعة الفلانية ، والحزب الفلاني، والكتلة الفلانية.. وزيد، وعمرو، وخالد ، وسعيد ، و و.. كلهم شاركوا، في تخريب الثورة، وتدمير البلاد ! ( إلاّ موزّعو التهَم ، الخُردة ، هؤلاء ، بالطبع !) . وبعض السوريين : تنطبق عليهم الآية الكريمة : ( فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون) ! أيْ : كلّ يلوم الآخرين ، ويَدخل في دائرة لومهم ! والتلاوم المتبادل المشترك ، يختلف عن توجيه اللوم ، من حهة واحدة ، أوأكثر.. إلى جهة واحدة ، أو أكثر! وبعضهم : يردّد ، بهدوء وثقة ، ما حفظه من كتاب الله ، وسنّة رسوله.. وما أنتجته قرائح الأفراد والشعوب ، من حكمة !