قرارات تاريخية ، إيجابية وسلبية : في تاريخ الأمّة ، وحياتها المعاصرة !
في واقع كلّ أمّة ، وتاريخها، قرارات مختلفة ، تتباين ، بتباين الأحداث ، التي تمرّ بها الأمّة، وتتنوّع ، بتنوّع صنّاع القرارات ، وتنوّع عقولهم وأمزجتهم ، وتنوّع الظروف ، التي يصنعون فيها قراراتهم !
ولو نظرنا ، في تاريخ أمّتنا العربية الإسلامية ، القديم والحديث ؛ لرأينا قرارات كثيرة ، جدّاً، يصعب حصرها ! لكن ، يمكن تسليط الضوء ، على بعضها ، من قبيل ضرب المثل ! ولن نكتفي ، هنا ، بالإشارة ، إلى القرارات السلبية ، وحدَها ، أو الإيجابية ، وحدَها ، بل سنذكر بعض القرارات السلبية ، وبعض القرارات الإيجابية .. التي نرى لها تأثيراً ، في حياة الأمّة ، على مستوى الواقع ، وعلى مستوى المستقبل : مستقبل الأمّة ، بأجيالها المختلفة ، عبر الأزمنة والأمكنة ! وننظر إلى القرار ، بالطبع ، من خلال أهمّ العناصر، المؤثرة فيه ، كما رواها المؤرّخون ، دون التعمّق ، في التفصيلات الصغيرة ، البارزة والخافية ، التي أثّرت ، في صناعة القرار، وأثّرت - قبل ذلك - في إرادات صانعيه ، ونفسياتهم ، والعناصر المختلفة ، المحيطة بهم ، من بشر وأحداث !
أمثلة / نماذج :
قرار إيجابي قديم : تنازُل الحسن بن عليّ ، عن الخلافة - وهو الخليفة المبايَع - لمعاوية ، لتوحيد الأمّة ، وقد سمّي العام : عام الجَماعة !
قرار سلبي قديم: خروج الحسين بن عليّ ، على حكم بني أمية ، ممثّلا بيزيد بن معاوية؛ استجابةً ، لرسائل بعض الكذّابين والمنافقين ، الذين كانوا في جيش أبيه، عليّ ، وخذلوه ! وذلك؛ بعد أن نَصح الحسينَ ، عدد كبير، من أهل بيته ، وذويه ، والحريصين على حياته ، وحياة أهل البيت ، عامّة ! ولم يكتشف الحسينُ ، الورطة التي وقع فيها ، إلاّ بعد خروجه ؛ إذ عَلمَ ، أن مَن يثق بهم ، قد أسلموا مندوبَه إليهم، ابنَ عمّه ، إلى عدوّه ، فقتله! ثمّ أسلموا الحسين ، نفسَه، إلى أعدائه، فقتلوه ، بطريقة مأساوية ، مع مجموعة من أهل بيته! وقد أدّت عملية قتل الحسين، إلى كوارث ، في تاريخ الأمّة الإسلامية ، عامّة ، لايعلمها إلاّ الله ! وما تزال نتائجها وآثارها ، حيّة ، تتفاعل ، حتى اليوم ؛ إذ جَعل بعضَ مُدّعي الانتساب ، إلى أهل الملّة والقبلة ، يحوّلون هذه الحادثة التاريخية ، إلى عقيدة ، تنبثق منها : أحكام ، وأخلاق ، وأعراف ، وشعائر.. لمئات الملايين من الناس ، في شرق العالم الإسلامي وغربه !
قرار سلبي حديث : مشاركة الشريف ، الحسين بن عليّ ، في الحرب العالمية الأولى ، ضدّ تركيا – العلمانية ، لا السلطنة العثمانية - ممّا أدّى ، إلى معاهدة سايكس بيكو، المشهورة في التاريخ الحديث .. واحتلال بعض الدول الأوروبية - فرنسا وبريطانيا- دولاً عربية ، عدّة !
قرار سلبي حديث : تنازُل الرئيس السوري ، أديب الشيشكلي ، عن الحكم ، بحجّة عدم اقتتال الجيش السوري ، فيما بينه ؛ ممّا أدّى ، إلى سيطرة بعض العناصر المشبوهة ، على الجيش، وبالتالي؛ على حكم البلاد، وهو الأمر، الذي نتجت عنه ، سلبيات كثيرة ، تظهر آثارها جليّة، اليوم ، في الصراع الدامي ، الغريب ، الدائر على أرض الشام !
قرار سلبي حديث : احتلال صدّام حسين ، دولةَ لكويت ، ممّا أدّى ، إلى المزيد ، من تمزّق الأمّة ، واستجارة دول الخليج ، بأمريكا ، التي جمعت حلفاءها ، ودمّرت العراق ، ثمّ أسلمته لدولة الروافض ، في إيران ؛ ممّا فتح لها ، بوابات الأمّة العربية ، على مصاريعها ، لتحتلّ منها ماتشاء ، وتهدّد باحتلال ماتشاء ، بتعاون وثيق ، مع القوى الصهيونية والصليبية ، التي تمثّل معها، أدوراً خبيثة ، من التظاهر بالعداء، واستنزاف طاقات الأمّة العربية، النفطية ، وغيرها ! وستظلّ اللعبة مستمرّة ، إلى ماشاء الله ، حتى يقيّض الله ، لهذه الأمّة ، من يأخذ بأيديها ، إلى دروب الخير والفلاح ، والعزّة والتمكين!
وسوم: العدد 841