شركة الاتصالات الإيرانية قاعدة التجسس الأولى على السوريين
رامي سيريتل أو إم .. سي .. آي
بكل الواقعية والصدق أقول : لا خلفية لديّ أو لدينا عن حقيقة الصراع بين بشار الأسد وبين ابن خاله رامي مخلوف ، أو بين أسماء الأخرس أو بين أحمائها من بيت الأسد أو من بيت مخلوف ..
زمن واقع كون الزمرة الحاكمة ما زالت تمسك بمفاصل الدولة السورية وكل أجهزتها، وتضع يدها على كل إمكاناتها وأرشيفها وذاتية كل فرد فيها ؛ فهي تملك الكثير وتتحكم بالكثير ، وقد استطاعت من هذا المنطلق أن تحدث اختراقات في بنى الثورة والمعارضة إلى حد كبير . ولا عكس وهذا الذي يهمنا في هذا السياق !!
ولا عكس ليس لأن ذلك غير ممكن ، بل لأن المعارضة المعومة أو المنومة بإرادتها لم تفكر عمليا بجهاز يكون عاصما يعصمها ، أو كشافا ينير لها . سوء الخيارات ، وغوغائية الشعارات ، حرمت المعارضة من أن يكون كل سوري في بنية " الدولة " مؤمن آل فرعون . ببلاهة منقطعة النظير جيروا كل شيء لعدوهم ، وحسبوه عليه !!
تتبارى الدول والمؤسسات في السبق إلى المعلومة التي تكون عمدة وأساسا لفهم قرار أو لاتخاذ قرار ، في فضاء المعارضة المعومة أو المنومة تبقى المعلومات " لُقى " مطروحة على الطريق كفقع ألقت به الأرض في بيداء ..ثم يهيم كل في بيدائه يبني من الوهم قصورا على رمل الترهات .
وأعود إلى " ما يحكى عن .." صراع بين بشار الأسد وابن خاله رامي مخلوف ، الخبر الذي استقبله المعارضون ؛ بعضٌ بالترحيب ، وبعضٌ بالتشكيك ، وبعضٌ بالبناء على ..لأقول نحن لا نملك معلومات حقيقة عن الموضوع . وكل نقول الناس عن قيل وقال .
وإذا صح شيء مما يقال فالقضية لا يمكن أن يعبر عنها بكلمة " صراع " بل هي إلى سحب التفويض أو التوكيل أو الشراكة أقرب ..
ورامي مخلوف مدير ثروة وليس صاحب سلطة . وعمته التي كانت في القصر قد ماتت منذ سنين ، وانتهى الصراع على من هي سيدة سورية الأولى حسبما كانوا يزعمون . وفي عالم المال دائما يبقى الشركاء متنافسين أو متشاكسين .
ورامي مخلوف بالنسبة لشركائه الآخرين لم يعد الدجاجة التي تبيض الذهب ، ولم يعد يصلح أن يكون الحلاب الذي يحلب كل أبقار الوطن ، بل هو الدخان الذي ينبي عما خلفه ، ولاسيما بعد وضعه على اللوائح العالمية السوداء ..
مما نعانيه من نقص حاد في المعلومات لا نكاد نعلم شيئا مهما عن فرز الولاءات الجديد في فضاء الزمرة التي فرض عليها الواقع أن تكون " زمرا " ، من مع الروس ؟ من مع الإيرانيين ؟ بل من مع روحاني ؟ ومن مع سليماني ؟ ومن مع الولي الفقيه ؟ ومن مع حسن نصر الله ؟! وحسن نصر الله مع من من كل هؤلاء ؟!
إن كنت سأقارب الموضوع فكل ما سأكتبه هو نوع من التحليل والظن والتخمين ..والخبر يقول إن الشريك الأقوى قد وجد شريكا أدهن أو أضمن ..
فبعد زيارة بشار الأسد للولي الفقيه ، عادت إلى الطاولة بعض الملفات المدرجة - الموضوعة في الأدراج - كان توكيل الإيرانيين بإدارة ميناء اللاذقية تعويضا عن بيع ميناء طرطوس للروس . ولكن منذ عشرة أيام كتبت لكم عن صفقة بيع اثنين ونصف كيلو متر طولا من الشاطئ السوري للإيرانيين جنوب طرطوس ، على الحدود السورية - اللبنانية في منطقة عين الزرقا ليبنى عليها ميناء جديد خاص بالإيرانيين . ميناء تبنيه إيران وتستثمره إيران على مدى أربعة عقود من الزمان . ميناء تصبح فيه إيران ودول حوض المتوسط جيران . كتبت حينها أن تلك الاتفاقية كانت محفوظة بأمر الروس ، ويبدو اليوم أن التوافق الروسي - الإيراني يتقدم خطوات .. وأنها ليست الوحيدة التي يتم الإفراج عنها .
الجديد في الأخبار اليوم هو أن بشار الأسد وزمرته الأضيق ضمن الزمرة الأوسع ، والمتمثلة فيما يعرف " المؤسسة العامة للاتصالات " التي يجب أن توصف بأنها سورية ، يعملون على وضع اللمسات الأخيرة للاتفاق مع شركة " اس ..ام ..سي " الإيرانية ، لتدخل سوق التشغيل في سورية ، منافسة الشركتين السوريتين " ام ..تي ..ان " و" سيريتل " التي يملك الحصة الأكبر فيها " رامي مخلوف " محط التهمة أو محل الحديث ؛ فهل يعني هذا للسوريين ، ولاسيما رجال الاقتصاد والسياسة أي شيء؟!
ما يجب أن يعلمه السوريون هو أن ..
- شركة " ام ..سي ..آي " شركة اتصالات إيرانية تحتكر سوق الاتصالات في إيران منذ 2009
- شركة " ام ..سي ..أي " تخضع للحرس الثوري الإيراني وهي مصدر من مصادر تمويله ..
- الصورة المتسربة عن الاتفاق في ميدان تشغيل " ام ..سي .. أي " في سورية مع المؤسسة العامة : 40% للشركة الأم ، يعني للحرس الثوري 20% للمؤسسة العامة للاتصالات يعني لبشار الأسد ، 40% لمستثمرين سوريين ، يمكن أن يكونوا كل من تتصورون ، من شركاء الظاهر والباطن كما كان رامي مخلوف .. هل تعتقدون أن رامي اعترض ، أو أنه لم يكن له في هذا العرس قرص ؟!
- ذكرنا أن " ام .. سي أي " كانت مصدر من مصادر تمويل الحرس الثوري . ودائما هناك عند الشرفاء الأحرار ما هو أخطر من المال ..
ستكون " ام .. سي .. أي " القاعدة الإيرانية الأولى للتجسس على كل السوريين في وطنهم سورية ، وستدخل مع كل سوري مشترك بها إلى غرفة النوم .. وتعلمون أن قواعد المنافسة التجارية عرض وطلب . وسلعة وثمن ..
واحر قلباه من سوق يباع فيه كل شيء !!
وسوم: العدد 841