الدجاجة تنقّ لتبيض والديك يؤلمه المخاض
من الأمثال الشعبية المغربية قولهم : " الدجاجة تنق والديك يؤلمه المخاض" ويضرب هذا المثل لمن يحشر أنفه فيما لا يعنيه . وينطبق هذا المثال على بعض من سماهم أحد المواقع على الشبكة العنكبوتية حقوقيين أمازيغ احتجوا على الحملة العسكرية التركية ضد ما يسمى بقوات حماية الشعب الكردي ، وهو فصيل كردي في سوريا يناصب الدولة التركية العداء ويحاربها إلى جانب ما يسمى بحزب العمال الكردستاني بغرض تحقيق حلم إنشاء وطن قومي الأكراد يمتد ما بين سوريا والعراق وإيران .
ومعلوم أن الدافع وراء حشر هؤلاء الأمازيغ أنوفهم في صراع مسلح على الحدود السورية التركية هو أنهم يعتبرون ما يسمونه بقضيتهم الأمازيغية شبيهة بما يسميه الأكراد القضية الكردية ، ذلك أن هؤلاء لا يخفون عداءهم للهوية العربية ويعتبرون الفتح الإسلام لشمال إفريقيا غزوا عربيا ، ولا يحلمون بما يسمونه استرداد لما كان وطنا لهم وهو يمتد ما بين ليبيا والمغرب ، ويتخذون علما عرقيا خاصا بهم يرفعونه ولا يرفعون معه أعلام أوطانهم المغاربية في مظاهراتهم وتجمعاتهم تماما كما يحمل الأكراد علمهم العرقي ولا يرفعون أعلام الأوطان التي يعيشون فيها . والذي يجمع بين العرقية الكردية والعرقية الأمازيغية هو كراهية العرب ولغتهم . ولما كانت القرآن الكريم قد نزل بلغتهم ، فإنهم ممتعضون منه لكراهيتهم العرب ، ولهم حساسية مفرطة ضد كل ما له صلة بدين الإسلام . ولا يستغرب منهم أن يصفوا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالخليفة السفاح بسبب عقيدته الإسلامية ، وبسبب مرجعية حزبه الإسلامية . وبسبب حساسية هؤلاء الأمازيغ المفرطة ضد ما له صلة بالإسلام ـ وليس كل الأمازيغ يؤيدونهم في ذلك بل أغلبهم مسلمون فضلاء عقلاء مترفعون عن النعرة العرقية ـ فإنهم يتبنون كل عقيدة منحرفة كالعلمانية والإلحاد ويدعون إلى كل فكر متطرف شاذ قد تجاوزه الزمن نكاية في دين الإسلام وصدا عنه وكرها له .
إن الرئيس التركي بحملته العسكرية إنما أراد حماية حدود وطنه وقد ابتلي بفرار ملايين السوريين من جحيم الحرب التي شنها عليهم نظام دموي لمجرد أنهم رفعوا شعار المطالبة بالعيش الكريم ككل الشعوب العربية في ربيعها ، فأعمل فيه القتل والدمار، وسانده في ذلك النظام الروسي الشمولي إلى جانب النظام الإيراني الصفوي الرافضي الحاقد وأذنابه ممن يسمون الحشود الشعبية العراقية الرافضية، وحزب اللات الرافضي اللبناني الذين يكنون الكراهية السوداء لأهل السنة في كل مكان وفي العراق وسوريا ، وقد أبادوا منهم الآلاف نسبوا إليهم إليهم جرائرعصابات داعش الإجرامية المسيئة إلى لإسلام بجرائمها الوحشية التي ترتكبها باسمه لتشويهه بإيعاز من الغرب الناقم عليه ، وهي صنيع المخابرات الغربية ، وقد تأكد اليوم ذلك بجلاء من خلال إخلاء عصابات وحدات حماية الشعب الكردي سبيل من كان منهم معتقلا ـ إن صح أنهم كانوا بالفعل معتقلين ـ وذلك بإيعاز من الإدارة الأمريكية التي أجلت قواتها من المنطقة الواقعة بين سوريا وتركيا ، والتي كانت توفر الحماية اللإرهابيين هناك عكس ما كانت تدعيه من محاربة الإرهاب ، الشيء الذي يؤكد أن عصابات الأكراد في المنطقة كانت على علاقة وطيدة بعصابات داعش الإجرامية ،وإلا لماذا تخلي سبيل من كان معتقلا من مجرميها ، وتكد أن الجميع كان ولا زال يحظى بدعم وحماية الغرب بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية ، وقد طالب بحماية الإرهابيين أكرادا مسلحين ودواعش أسرى ، وانتقد الحملة العسكرية التركية عليهم ، وهدد بفرض عقوبات على تركيا.
فها قد سقطت الأقنعة ، وانكشف المخبوء ،فعجبا للديك الأمازيغي في المحيط ينقّ وما هو ببائض لنقيق الدجاجة الكردية في الخليج ، ووراء نقيقه ما وراءه مما لم يعد خافيا على أحد .
وسوم: العدد 846