التاريخ هوَهوَ، والخيانة هيَ هيَ ، وتكالُب الأعداء هوَ هوَ، والاختلاف في التفاصيل !
لايحتاج التاريخ ، إلى إعادة نفسه ، فهوَ هوَ: أيامٌ تمرّ، وليالٍ تكرّ ، وأحداث تتوالى ، وأجيال تتعاقب .. يرتكب فيها بعض الأفراد ، الخيانات : للأمّة ، أو للشعب ، أو للدين ، أو للوطن! ويتكالب فيها الأعداء ، بصوَر شتّى متباينة ! والاختلاف بين الخيانات وأنواعها، إنّما هو اختلاف بالتفاصيل والذرائع ! ومثل ذلك ، الاختلاف في صوَر تكالب الأعداء ، على الأمّة !
*
نماذج ، من خيانات المراحل المتعاقبة ، في القديم :
خيانة أبي رغال : العربي ، الذي عمل دليلاً ، في الصحراء ، لأبرهة الأشرم الحبشي ، الذي أعدّ جيشاً ، لهدم الكعبة !
خيانة المنافقين : كان المنافقون ، يتظاهرون بالإيمان ، ويبطنون الكفر، ويكيدون للدولة الإسلامية ، في العهد النبوي ، مثل : بثّ الشائعات ، التي تضعف الصفّ الإسلامي .. ومن خيانتهم : التآمر مع اليهود ، ضدّ دولة الإسلام ، التي هم مواطنون فيها .. وغير ذلك !
خيانة ابن العلقمي : كان هذا رافضياً ، وكان وزيراً ، للخليفة العباسي ، فتآمر مع هولاكو، قائد جيش التتار، لتسهيل احتلاله لبغداد ! وقد اجتاح هولاكو بغداد ، ودمّرها ، وقتل من أهلها، مئات الألوف !
*
نماذج من الخيانات ، في العصر الحديث :
الخيانة السياسية ، وهي أنواع :
خيانة بعض الساسة لبعضهم ، في بعض الدول : وذلك يَظهر، في صور مختلفة ، أبرزها الغدر، الذي يمارسه الخائن ، ضدّ صاحبه ، المَخون ؛ فيطيح الأوّل بالثاني ، في انقلاب عسكري ، ويحلّ محلّه ، في السلطة ، بعد قسَم الولاء ، الذي يؤدّيه الخائن للمَخون ! وهذا النوع من الخيانة ، كثير جذاً ، في العالم العربي ، وفي غيره !
خيانة الحزبي ، لحزبه : وهي صور مختلفة ، منها : خيانة الحزبي ، وهو داخل حزبه ، وذلك ؛ بالتآمر، مع قيادات ، من أحزاب منافسة .. أو بتسريب معلومات سرّية ، مؤتمن عليها الحزبي، لحزب منافس، أو للسلطة الحاكمة ، المعادية للحزب..وغير ذلك ، من أنواع الخيانة!
وهناك أنواع كثيرة ، من الخيانة السياسية ، لايتّسع المجال ، لاستقصائها !
الخيانة العسكرية : وهي أنواع ، من أبرزها : تجسّس العسكري ، ضدّ جيشه ، لمصلحة الأعداء ، في السلم أو الحرب ، وذلك ؛ بتسريب معلومات ، إلى الأعداء ، عن الجيش ..أو بالتآمر مع العدوّ ، لتقديم خدمات وتسهيلات له ، لتدمير الجيش ، الذي يعمل فيه الخائن !
تكالب الأعداء : أمّا تكالب الأعداء ، فهو أمر طبيعي ؛ فالحياة صراع ، وتدافع بين البشر، وهو من سنن الله، في خلقه ! قال تعالى : ولولا دفعُ الله الناسَ بعضهم ببعض لفسدت الأرض..
ومعلوم ، أنّ كلّ عدوّ يسعى ، إلى كسب ولاء أشخاص ، من الدولة المعادية ، فيوظف بعضهم جواسيس له .. وبعضهم أجَراء ، يعيّنهم ، في مناصب عليا ، في الدولة ، وبعضهم أبواقاً، يزيّنون لشعبهم ، احتلال العدوّ لبلادهم ، في وسائل الإعلام المختلفة ، كما يزيّنون حكم الأجير، الذي يولّيه العدوّ ، مقاليد السلطة ، في بلاده !
وسوم: العدد 852