أحكام ظالمة .. وثورات عارمة !
نماذج قديمة حديثة ..
الثورة الفرنسية :
يمكن تصنيف الثورة الفرنسية ، بأنها نموذج قديم ، نسبياً ، قياساً إلى مايجري ، اليوم ! كما يمكن تصنيفها ، بأنها نموذج حديث ، قياساً إلى التاريخ البشري ؛ إذ بدأت /عام 1789 / ! فهي تنتمي ، إلى العصر الحديث !
اشتدّ ظلم الحكّام ، في فرنسا ، من : نبلاء ، وإقطاعيين ، ورجال كنيسة .. فقامت ثورة عارمة، كنست الجميع ، وصارت مضرب أمثال للشعوب ، في سائرالأقطار! وقد استمرّت هذه الثورة، سنين طويلة ، شهدت فيها مراحل، من : الشدّ والجذب ، والأخذ والردّ ، والتقدّم والتراجع ، والانتصار والانكفاء .. حتى حقّقت أهدافها ، في النهاية !
الثورة الشيوعية :
ثار الشيوعيون في روسيا ، ضدّ حكم القياصرة ، في الربع الأول ، من القرن العشرين ، وأقاموا نظاماً شمولياً ، ربّما كان الأول من نوعه ، في التاريخ ! واستمرّ الحكم الشيوعي ، سبعين عاماً ، ثمّ سقط ، بعد أن أصابته هزّات قويّة ، من داخله وخارجه !
نماذج حديثة :
ظلمَ زين العابدين، في تونس، شعبه، ثم قال له ، بعد فوات الأوان: الآن فهمتكم ! فخلعوه، وأنهوا حكمه !
ظلمَ حسني مبارك شعب مصر ، فثار الشعب عليه ، وخلعه ، وقام حكم ديموقراطي ، منتخب من الشعب ، فقام ضدّه انقلاب ، بعد عام من استلامه السطة ، وأسقطه ، ونكّل بالشعب ، تنكيلاً فظيعاً ، أشدّ من تنكيل الحكم ، الذي سبق الثورة الشعبية ! وبدأ الشعب يتململ ، ويستعدّ لثورة جديدة !
ظلمَ القذافي شعب ليبيا ، فثار الشعب عليه ، ثمّ وصف مواطنيه بالجرذان ، ووجدوه مختبئاً ، في مكان تسكنه الجرذان ، وقُتل !
استهتر علي عبدالله صالح باليمنيين ، فثاروا عليه وخلعوه ، ثمّ استمرّ الصراع ، بينه وبين الشعب ، حتى قُتل !
استهترعاطف نجيب ، المسؤول الأمني في درعا ، بأهل درعا ، حين حبس أولادهم ، الذين كتبوا على الجدران ، وأسمع الآباء كلاماً ، جرح كراماتهم ، فبادروا إلى انتفاضتهم ، التي أشعلت الثورة ، في سورية ، كلها !
هذا ، كله ، عن الثورات الشعبية ، غير المسلّحة ! أمّا الثورات المسلّحة ، التي قامت ضدّ الحكومات الظالمة ، فهي كثيرة ، عبر التاريخ !
وممّا تجدر الإشارة إليه ، أن ليس ثمّة اقتران ، بين الثورات والعدل ؛ سواء أكانت الثورات، سلمية أم مسلّحة ! فربّما تنتج الثورة ، نظام حكم ، أشدّ ظلماً وعسفاً ، من الحكم ، الذي قامت ضدّه ! والأمثلة كثيرة جدّاً ، لا مجال لاستقصائها ، هنا !
وسوم: العدد 855