هؤلاء شُموع .. أم شُموس ؟
هل ينبغي ، على دعاة الإسلام ، أن يكونوا شموعاً ، تحترق ، لتنير للناس ، أماكن وجودهم ؟ أم عليهم ، أن يكونوا شموساً ، تضيء العالم ؟ أم عليهم ، أن يكون كلّ منهم ، بحسب طاقته ، وإمكاناته، وأخلاقه ، وبيئته ، وظروفه .. والناس المحيطين به ، ومدى استجابتهم لنوره ، سواء أكان نور شمعة ، أم نور شمس ؟
يبدو، أن البديل الأخير، هو الأصوب ، وهو الأكثر إمكانية وجدوى، وهو المطلوب ، حسبما يدلّ عليه واقع البشر، عامّة ، وواقع المسلمين ، المؤمنين ، خاصّة ، عبر الأزمنة ، جميعاً، وفي الأمكنة، كلها !
قال تعالى :
( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ).
وقال ، عزّ وجلّ :
(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ( .
وإذا كان المؤمنون ، الذين يدعون الناس ، إلى الخير، ويأمرونهم يالمعروف ، وينهونهم عن المنكر.. لا بدّ ، أن يكونو ا على علم ، بالخير، الذي يدعون الناس إليه ، وعلى علم ، بالمعروف ، الذي يأمرون به ، وعلى علم ، بالمنكر، الذي ينهون عنه .. إذا كانوا كذلك - حتى لولم يكونوا فقهاء ، أو علماء - فهم مصابيح منيرة ، تضيء للناس ، دروب الحقّ والهدى والصلاح .. كما تنير الشمس والقمر، والنجوم والكواكب .. طرقات الناس ، ومدنهم ، وبواديهم، في ظلمات البرّ والبحر!
وعلى عقلاء البشر، أن يدركوا هذا ، كلّه ، وألاّ تغيب عنهم الفروق ، بين الناس ، وإلاّ انطبق عليهم قول المعرّي :
يَكفيكَ شَرّاً ، من الدنيا ، ومَنقصةً ألاّ يَبين لكَ الهاديْ ، مِن الهاذيْ !
أو قولُ المتنبّي : وما انتفاعُ أخي الدنيا بناظرِه إذا استَوتْ ، عنده ، الأنوارُ والظُلَمُ؟
وسوم: العدد 858