فيروس التاج أو الهالة من وجهة نظر صاحب كتاب رأسمالية الكوارث

سبق أن نشرت على موقع وجدة سيتي وغيره  مقالا عن مقدمة  كتاب الصحفي الأسترالي " أنتوني لوينشتاين " الذي ترجمه المصري أحمد عبد الحميد  ونشر ضمن منشورات سلسلة عالم المعرفية الكويتية شهر دجنبر الماضي تحت عنوان : " رأسمالية الكوارث " ، وفيه يتناول صاحبه كيف تحولت الرأسمالية الغربية إلى وحش كاسر بانتقالها إلى الاتجار بكوارث البشر بعدما استنزفت كل طرق الاغتناء الفاحش من قبل . ويرى مؤلف الكتاب أن أحداث الحادي عشر من شتنبر كانت هي بداية ما سماه " الرأسمالية المتوحشة أو رأسمالية الكوارث " .

ودون تكرار ما نشرت سابقا عن مقدمة هذا الكتاب ، أريد أن أربط حديث الساعة عن وباء " كورونا " أو فيروس التاج أو الهالة ، وهي تسمية أخذها من شكله الذي يلتقطه له الميكروسكوب حيث يظهر حول شكله المستدير من يشبه شظايا في شكل تاج أوهالة . ونظرا لكون الوباء المعدي الذي يسببه  هذا الفيروس كارثة حلت بالبشر ،فإن الشكوك لدى البعض بدأت  تحوم حول رأسمالية الكوارث وتحملها مسؤولية هذه الكارثة التي تريد من ورائها جني أرباح كما صارت تفعل مع كل كارثة من الكوارث .  ويعد ارتفاع ثمن الأقنعة الواقية من عدوى هذا الفيروس  مؤشرا على  بداية متاجرة الرأسمالية المتوحشة بالكارثة التي يسببها .

ومما يرجح هذا الاحتمال هو تضارب الأنباء عن طبيعة هذا الوباء بين من يبالغون في الحديث عن خطورته ، وبين من يعتبرونه مجرد نزلة برد كغيره مما هو مألوف أو ربما يكون أقل خطورة من  غيره . ولا شك أن الخبر اليقين عند جهينة كما يقول المثل العربي القديم .

ومما يزيد الترجيح رجاحة أن الرئيس الأمريكي ترامب تحدث أمام الإعلام عن انطلاق الأبحاث لتوفير اللقاح ضد هذا الوباء قريبا ، كما أن الصينيين المصدرين له يتحدثون عن توفير اللقاح قبل متم شهر أبريل . وإذا كانت الأقنعة الواقية من الفيروس المتوج قد تجاوزت كلفتها سبعين أو ثمانين يرو أو ما يعادل ذلك من الدولار وغيره من العملات ، وويل لأضعفها تداولا  ، فكم ستكون  يا ترى كلفة اللقاح ؟

ولقد بدأت الشعوب الضعيفة  التي شعارها " الله غالب " تفكر في بدائل عن الأقنعة، فمنها من فكر في  تحويل ما يستر العورات إلى أقنعة واقية  ، ومنها من حمد الله عز وجل على أنه من أمة  " قل للمليحة في الخمار الأسود " ، ولا ندري كيف ستفكر في البديل عن اللقاح الذي سيكون ثمنه باهظا لا محالة ؟ وهل سيسعفها لقاح الأعشاب أم لا ؟ ومن يدري قد يكون لقاحها أقل كلفة وأقل ضررا ؟ خصوصا وأن أنواع اللقاح التي تستعملها رأسمالية الكوارث لا يمكن الثقة فيها لأنه كما يروج  ربما يكون غرضها غير المعلن هو إهلاك العباد على المدى البعيد كما ذهبت إلى ذلك  آراء البعض التي ترى أن من مشاريع الرأسمالية المتوحشة فكرة التقليل من ساكنة المعمور لينعم أصحابها برغد العيش.

ومهما يكن من أمر فإن وضع العالم اليوم أصبح في منتهى البؤس بسبب انحدار القيم إلى درك غير مسبوق بسبب طغيان الجشع المادي الذي صار أصحابه يتاجرون بمصائب البشرية وكوارثها، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.   

وسوم: العدد 866