تطبيق أحكام الشريعة والعودة إلى الوراء
في أحد المجالس، التفت أحد المدعوين العلمانيين تجاهي، وخاطبني مستهزئاً، وقال:
هل أفهم من كتاباتك أنك تريد تطبيق أحكام الشريعة والعودة بنا إلى الوراء؟
فأجبته متسائلاً:
هل تقصد بالوراء يعني حوالي 100 سنة، عندما كان السلطان عبدالحميد الثاني يحكم نصف الكرة الأرضية؟
أم عندما كان ملوك أوروبا يحكمون شعوبهم بتفويض من السلطان العثماني؟
أم قصدك إلى الوراء أكثر زمن حكم المماليك، الذين أنقذوا العالم من المغول والتتار؟
أم إلى الوراء أكثر عندما حكم العباسيون نصف الأرض؟
أم إلى الوراء أيام الأمويين؟ أم قبلهم سيدنا عمر الذي حكم أكثر الكرة الأرضية؟
أم قصدك عندما بدأ هارون الرشيد رسالته إلى ملك الروم نقفور:
من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم..؟
أم إلى زمن عبدالرحمن الداخل، الذي طوّق جيشه إيطاليا وفرنسا؟
هذا سياسياً..
أم قصدك علمياً.. عندما كان علماء العرب مثل ابن سينا والفارابي وابن جبير والخوارزمي وابن رشد وابن خلدون إلخ، يعلّمون العالم العربي والغربي الطبّ والصيدلة والهندسة والفلك والشعر؟!
أم قصدك كرامة.. عندما عبث يهودي كافر بعباءة امرأة فصاحت وامعتصماه، فجرّد المعتصم الجيش وطرد اليهود من أرض الدولة، بينما النساء اليوم تُغتصب اغتصاباً والحكام مسرورون؟!
أم قصدك عندما أنشأ المسلمون أول جامعة تعرفها أرض أوروبا في إسبانيا؟
ومن وقتها أصبح الزيّ العربي «العباءة» هو لباس التخرج في كل جامعات العالم، ولليوم وقبعة التخرج مسطّحة، لأنه كان يتم وضع القرآن فوقها في احتفال التخرج.
أم قصدك لما كانت القاهرة أجمل مدينة بالعالم؟
أم عندما كان الدينار العراقي يساوي 483 دولاراً؟
أم عندما كان الهاربون من أوروبا الفقيرة يتوجهون إلى الإسكندرية؟ أم عندما طلبت أميركا من مصر إنقاذ أوروبا من المجاعة؟
منتظرك تشرح لي قصدك وتخبرني كم تريد أن نرجع إلى الوراء؟
وسوم: العدد 866