الثورة السورية إلى أين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد.
كانت البداية في 15/3/2011 بشعارات سلمية ومطالبات بالحرية والكرامة والعدالة .. وبعد خمسة أشهر تقريباً قوبل الثوار بالرصاص وبالأسلحة الثقيلة وبالطائرات من قبل النظام المجرم ثم تطورت الأحداث وكثر اللاعبون والمتآمرون في الداخل والخارج وحتى الثوار صاروا فرقاً وجماعات وكثرت العصابات وسالت بينهم الدماء وقتل مئات الآلاف وشرد الملايين وتهدمت الديار واختلط الصالح بالطالح والمشتكى إلى الله والعالم بين صامت متفرج وبين مشارك في الجريمة بشكل او بآخر إلا من رحم ربك وقليل ما هم وحسبنا الله ونعم الوكيل والآن الثورة في تراجع مخيف وبدأ اللاعبون بإعادة تأهيل النظام المجرم من جديد ودون ذرة من حياء او إنسانية ومن أهم أسباب هذا التراجع أ. غياب القيادة الواعية والمرجعية الموثوقة للثورة والثوار ب. غياب الرؤية الاستراتيجية والنظرة البعيدة لمجريات الثورة وتداعياتها ... ج. غياب القدرة على حسن تقدير الموقف وحسن اتخاذ القرار المناسب د. الاعتماد على الدعم الغير بريئ بغفلة ممن يسمون قادة الثورة وبتآمر أحياناً ه. لم يأخذ العلماء الواعون وقيادات الحركة الإسلامية الواعية دورهم الصحيح في توجيه الثورة وأبنائها ويتحمل هؤلاء آثار هذا الغياب عن الساحة في الدنيا والآخرة والآن ما العمل؟ وهل يمكن الإنقاذ؟ وكيف يبدأ التصحيح؟؟ إنه لابد من مراجعات جادة للمسيرة ولابد من وضع اليد على الجرح بوعي وشجاعة وعبر رجال واعين صادقين قادرين على الجهر بالحق واتخاذ القرارات الصعبة بعيداً عن العواطف ومسايرة الجماهير والغوغاء من الناس
10. لابد من وضع ثوابت ومعالم ومسلمات لا يجوز إغفالها أو تجاوزها بحال وأهم هذه الثوابت :
أ. لا صلح ولا تفاوض مع النظام ولابد من محاكمته على جرائمه
ب. دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم حرام فيما بينهم مهما كانت الأسباب الداعية للفرقة والاختلاف
ج. على جميع الفصائل أن تحل نفسها وتجتمع على قيادة واحدة تختار من نخب الشعب السوري الواعية التي تمثل سائر فعاليات المجتمع
د. على جميع الغرباء عن الشعب السوري ان يرجعوا إلى بلادهم مشكورين أو ينضووا تحت القيادة السورية الموحدة والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : لا يؤمّنّ الرجل في سلطانه
ه. لا نريد دعماً من أحد من الدول ولا من أحد من الأفراد إلا بعد التأكد 100% من نظافته وعدم القبول بأي شرط ظاهر او باطن مقابل أي دعم قليلاً كان أو كثيراً
و. فقه الواقع وفقه الأولويات وفقه الموازنات وفقه المقاصد والمآلات طريقنا للعمل وفهم الواقع واتخاذ القرار المناسب في اللحظة المناسبة
ز. من يبدأ النداء والخطوة الأولى هم العلماء الربانيون وأبناء الحركة الإسلامية الواعون ومن يلتف حولهم من شرفاء الشعب الكثيرون
نعم هذا هو الطريق فأين الرواد والرواحل الصادقون؟
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
وسوم: العدد 869