الأخوّة : أنواعها ومقتضياتُها ، بين الحقيقة والزيف ، والثبات والزوال !
يُنسَب إلى الإمام عليّ قوله :
إنّ أخاك الحقّ ، مَن كان مَعكْ ومَن يَضرّ نفسَه ، ليَنفعَكْ
ومَن ، إذا رَيبُ الزمان ، صَدّعكْ شَتّتَ فيكَ شَملَهُ ، ليَجمَعكْ
الأخوّة : مصطلح قديم ، منذ خلقَ الله ، قابيلَ وهابيلَ ، اللذَين قَتلَ أوّلُهما ، الثانيَ ، فكانا أوّل قاتل ، وأوّلَ قتيل ، بين بنى آدم !
والأخوّة : مصطلح عامّ ، يشمل أنواعاً شتّى ، من العناصر المندرجة تحته : الحقيقية والزائفة ، الثابتة والزائلة .. ومنها :
أخوّة النسَب : وهي كون الشخصين ، مولودَين من أبوَين ، فيكونان شقيقين .. أو مِن أحدهما ، فيكونان مجرّد أخوَين ! وقد يتعدّد الإخوة ، من الأبوين ، أومن أحدهما .. وقد يختلف بعض الإخوة ، فيما بينهم ، لأسباب : مادّية ، أو عَقَدية ، أو حزبية.. فيكونون خصوماً ، أو أعداء !
والأخ في النسب : هو الوحيد ، الذي يُسمّى رَحِماً ، ويَجري التَوارثُ ، بينه وبين أفراد أسرته ، مالم يكن ثمّة اختلاف في الدين !
أخوّة الدين : وهي أهمّ الأُخُوّات ، لدى المتمسّكين بدينهم ، حتّى قد يقاتل الأخُ أخاه، المختلف عنه في العقيدة ! وقد آخى النبيّ ، بين المهاجرين والأنصار، في بدايات عهد الدعوة الإسلامية ، في المدينة المنوّرة ، وحارب المسلمُ مع أخيه في العقيدة، الغريبَ عنه نسباً ، أخاه في النسب ، المختلف عنه عقيدةً !
أخوّة الوطن : تكون بين الأشخاص ، الذين تربطهم رابطة الوطن ، وحدَها ! وقد تكون قويّة ، لدى بعض الأشخاص ، وضعيفة ، لدى آخرين .. وقد يتخاصم أخوة الوطن , فيما بينهم ، أو يتعادَون ؛ لأسباب مصلحية ، أو حزبية ، أو فكرية .. وقد يَقتل بعضُهم بعضاً !
أخوّة الحزب : تكون بين الأشخاص ، المنتمين إلى حزب واحد ! والأخوّة الحزبية، لاتكون ، في العادة ، إلاّ بين الأشخاص ، المنتمين إلى حزب ، ذي عقيد دينية ! أمّا المنتمون إلى أحزاب ، ليس لها عقيدة دينية تجمعها ، كالأحزاب الوطنية ، وغيرها ، فلا يسمّى المنتمون إليها إخوة ! وبعضُ الأحزاب ، ذات العقائد السياسية ، غير الدينية ، قد يسمّى المنتمون إليها رفاقاً ، كالأحزاب الشيوعية ، أو الاشتراكية !
أخوّة الكفاح ، أو النضال ، أو الجهاد : تربط المجاهدين ، أو المكافحين ، أو المناضلين ، معاً ، لتحقيق هدف سياسي ، أو فكري ، معيّن !
وقد تجتمع ، لدى بعض الأشخاص ، أخوّات عدّة ، كأخوّات : النَسب ، والعقيدة ، والحزب ..!
كما قد يخرج أحد المُحازبين ، من حزبه ، لأسباب مصلحية ، أولخلافات معيّنة، فيصبح عدوّاً ، لحزبه ، أو لبعض أعضائه ! وبعضُ الخارجين عن الحزب ، يظلّون محافظين ، على بعض علاقات المودّة ، مع أعضاء الحزب الآخرين !
وسوم: العدد 869