قالت كورونا؟!
لقد كانت هذه المصيبة الكبيرة الشاملة ,, من أكبر الاختبارات والاعتبارات للبشرية..وإن كان لم يستفد من عبرتها كثيرون – بل ربما حاول أو سيحاول البعض الاستفادة منها لصالحه!-.. ولربما لم يلتفت لذلك إلا القليل..وكما قيل:
من لم تفده عبرا أيامه كان العمى أولى به من الهدى !
.. هذه الجائحة الكونية تقول لنا :
تذكروا أنكم جميعا سواء .. فإن وبائي لم يوفر بلدا دون بلد ولا جنسا دون جنس.. فكلكم لآدم..وآدم من تراب! وكلكم عائدون إلى التراب!
وهل تستطيع الدول القوية التي تهدد البشر بترسانات أسلحتها..أو القتلة الذين ما زالوا يستقوون على إخوانهم في البشرية فيمعنون فيهم فتلا وظلما وهدما ..إلخ..أو أمثالهم وغيرهم..هل استطاعوا بقواهم وأسلحتهم أن يقاوموا هذه الآفة الجائحة المجتاحة؟!
هل استطاعت أو تستطيع كل تلك الأسلحة والترسانات المكتظة المكدسة -والجيوش المدججة أن تقتل فيروسا واحدا؟!
..إذن ..فما دامت كل قواكم تلك عاجزة عن قتل جرثومة لاترى بالعين المجردة
فلماذا المكابرة والمراوغة وغمط الحق وظلم الخلق؟!
ألا يتواضعون لله ومقاديره التي قهرتهم!..ويدركون عجزهم المطلق وحاجتهم لقيوم السماوات والأرض- كسائر المخلوقات الأرضية؟!
.ولماذا يحترف البعض الجزارة البشرية..؟ ويقتلون البشر يوميا ؟؟ على ظهر هذه ( البسيطة ) المكلومة؟!
هل يسمع هذاالكلام القتلة في أنحاء العالم؟..
بل إن أكثرهم استهتارا بالإنسان وقيمته ..وظلما له – في كثير من النظم القمعية الاستبدادية التي لا تقيم وزنا للإنسان ولا للإنسانية وتستهتر بالأرواح البشرية.. ..أنكروا وباء كورونا ..وتنكروا له ..وهو يفتك بهم وبشعوبهم بل بجيوشهم!.. فأنكروا وقوع إصابات لديهم ..وكان ذلك الإنكار والتغطية وتأخرهم في الاعتراف بالحقيقة - وبالا عليهم وعلى غيرهم.. كما فعلت الصين حين تأخرت في الإعلان عن الوباء حتى بدأ ينتقل ويستفحل ..بل عاقبت الطبيب الذي كان أول من أعلن عنه – وربما كانت وراء قتله .. ثم أعلنت أخيرا الاعتذار له ..وتكريمه – بعد فوات الأوان ..وبعد أن صفته وقضت عليه بموجب قوانينها الاستبدادية القمعية الحزبية الشيوعية !
..وكما في مصر حيث أخذوا يستهزئون بالكورونا ويتحدونها ..أن تصيبهم..وهي قد ابادت الكثير منهم – كما ذكر تقرير علمي كندي نشرته الجارديان ..فعاقبتها حكومة الخيبة البوليسية ..ثم اضطرت للاعتراف ببعض الإصابات – حتى في بعض[ لواءات جيشها]..وما أخطأت رئيسها إلا لحين!!
وكما فعلت وما تزال تفعل سوريا .. والوباء يفتك بالآلاف ..ويجتاح المساجين !
وما يهمها – وكمصر وأمثالها -..من النظم المعادية لشعوبها الحريصة على فنائها لا بقائها ! فلعلها تعتبر الكورونا وأمثالها من ضمن حلفائها – ضد الشعوب!!
ألم يتركوا عشرات الآلاف .. في السجون الجهنمية بدون طعام ولا ماء ولا دواء حتى ماتوا صبرا.؟!
..إن لم تصدقوا فاسألوا قيصر! وشاهدوا ألاف الصور التي التقطها – بحكم وظيفته - ثم هرب ونشرها !
.. كورونا تقول: إن المكابرة لا تفيد بل تضر!
وإن العالم قد أصبح قرية واحدة ..فإذا شبت النار في بيت جارك – مهما بعد عنك..فحاول أن ( تفزع) له..وأن تشارك ما أمكنك في إطفاء النار لديه ..لأنك إن تهاونت – أو حتى – تلكأت مع قدرتك على المساعدة .. فإن النار ستصل إليك!!
.. وما لنا – نحن معاشر المؤمنين بالله وقدره – إلا أن نقول – مع اتخاذ كافة احتياطات الوقاية- والأخذ يالأسباب المتيسرة - ( لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ؛ هو مولانا ، وعلى الله فليتوكل المؤمنون)
وسوم: العدد 871