السمح بن مالك الخولاني
سلسلة من أعلام التابعين :
البطل اليماني الذي رفع راية الله أكبر على أرض فرنسا .
ماكاد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ينفض يديه من تراب سلفه حتى بادر يعيد النظر في أمراء الأمصار ويعزل ويوليّ .
وكان في طليعة من استعملهم التابعي اليماني :
السمح بن مالك الخولاني وولاه الأندلس
فقام ببعض الإصلاحات الإدارية ومسح أراضي الأندلس ، وانتظمت الأمور ، ونَعم الناس بالأمن والأمان .
وأعاد السمح إنشاء قنطرة قرطبة بعد أن تهدمت على نهر الوادي الكبير .
وبدأ يفكر في معاودة الفتوح وجهز الجيوش لهذه المهمة .
فاخترقت جيوشه جبال ألبرت الفاصلة بين إسبانيا وفرنسا وسيطرت على بعض القواعد جنوب فرنسا وأقام حكومة إسلامية وارتفعت راية الله أكبر فوق نهر اللوار ونهر الرون ، وفرض الجزية على النصارى .
ثم توجه القائد المظفر المنتصر فتوجه بجيشه الجرّار إلى مدينة تُولُوز ونصب حولها المنجنيقات من كل جهة وقذفها بآلات الحرب التي لم تعرف لها أوربا نظيرا من قبل حتى أوشكت المدينة أن تخرّ بين يديه .
هبّ دوق أوكتانية وجمع جيشا كبيرا لرد المسلمين وإخراجهم من فرنسا حتى قيل أن الغبار المتطاير تحت أقدام جيشه الجرّار قد حجب عن منطقة الرون عين الشمس .
ولاقاه السمح الخولاني الذي كان يظهر أمام جنوده في كل مكان ويتواثب أمام عسكره في كل اتجاه .
وهوجمت مؤخرة جيش المسلمين وحوصر من الخلف وحاول السمح كسر الحصار فلم يُفلح ووقع في الشرك مع معظم جيشه في مكان سمي ( بلاط الشهداء ) .
وسالت دماء كثيرة وتأرجح النصر بين الفريقين .
وفيما البطل يصول ويجول أصابته رمية من سهم فخرّ صريعا عن جواده ، وبدأت الصفوف تتداعى ، واستشهد عدد من كبار القادة ، وانقشعت معركة تولوز عن بطل الإسلام عبد الرحمن الغافقي وبايعه الجند على السمع والطاعة ، وبذل جهدا كبيرا لإنسحاب الجيش الإسلامي .
سقط التابعي اليماني السمح الخولاني الأمير من بني خولان من قضاعة على أرض الفرنجة فقد ولاه عمر بن عبدالعزيز كاعترافا منه بأحقيقة أهل اليمن مدد الإسلام وجنده الفاتحون ، ولاغرابة ! فأغلبية جيش طارق بن زياد كان من قبائل يمانية .
رحم الله ورضي عن السمح الخولاني وأرضاه
وجعل جنات الخلد مثواه .
وسوم: العدد 872