فراغ ينبغي ملؤه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا محمد.
ابتلى الله البشر جميعا بهذا البلاء (الكورونا) وطُلب منا الجلوس بالمنازل وتجنب الاجتماع لحصار المرض ولعدم انتشاره وأغلقت المساجد والمدارس وغيرها في كل مكان وصار عند الناس شعور بالفراغ لم يحصل لهم مثله. والفراغ صعب على النفوس.
كيف نملأ هذا الفراغ؟
الفقير أبتلي بمثل هذا الفراغ عام ١٩٧٣ وعام ١٩٧٤ إذ اختفيت في بلدي حماة عندما خشيت الاعتقال لمعارضتي الدستور عام ٧٣ وهو الدستور الذي يحكم به في سورية حاليا (عملنا مع الأخ سعيد حوا رحمه الله تعالى على إصدار بيان من العلماء لمقاطعة التصويت على الدستور. واعتقل الشيخ سعيد حوا وعدد من الإخوة فاختفيت ١٦شهرا في حماة أملا بالانفراج فلم يحصل الانفراج).
كيف قضيت وقتي؟
لقد سقطت عني بسبب الخوف صلاة الجمعة والجماعة وكنت أقضي وقتي في قراءة القرآن وحفظه. وقد تلوت القرآن كله مرة في ٢٤ ساعة (وأعدتها مرة ثانية براس الخيمة بصحبة الأخ عبد الكريم بارودي)..
أقترح على إخوتي المسلمين الآن ما يلي:
١. قراءة القرآن الكريم وختمه في ثلاثة أيام وقد ورد بذلك حديث.
٢. تعلم أصول القراءة إن وجد من يعلمنا كالتجويد والوقف والابتداء.
٣. أن نقرأ القرآن مرة أو مرات على مقرئ إن استطعنا. ورأيت أن أكثر الناس لم يقرؤوا القرآن كاملا على مقرئ وهم يخطئون عشرات الأخطاء أو مئاتها في الختمة الكاملة وقليل من ينتبه إلى (ربَما) بفتح الباء أول سورة الحجر (بدون تشديد الباء) مثلا.
وإذا لم يتيسر لك مقرئ في هذه الفترة (فترة خليك بالبيت) فينبغي أن تحقق ذلك فيما بعد أعني أن يجيزنا قارئ بتلاوة القرآن على الحاضر ثم نحاول بعدها الحفظ غيباً. وأنا الآن أُُقرئ القرآن لأحفادي.
أدعو الله تعالى أن يقصر هذه الفترة الشاقة التي نجلس فيها في البيوت ثم أن يُقوِّي بعد انقضائها الدعاة إلى الله والإسلام وأن يضعف أعداء الإسلام واظنهم هم الذين نشروا المرض بين الناس أو بعضهم فعل ذلك.
٤. الاهتمام بتحفيظ الأطفال جزء عمَّ ثم جزء تبارك وهكذا مع تحسين اللفظ.
وختاما أعرب عن دهشتي لاقتراح الذين يدعون لفطر رمضان بسبب كورونا ولعله اقتراح شيطاني: تركتم الجمعة والجماعة وأغلقتم المساجد فأفطروا رمضان مع أن المجال مفتوح جدا لصوم رمضان بسهولة لعدم التعب والكد على الرزق والأولى الدعوة لصيام التنفل.
أعوذ بالله من فتاوي وعاظ السلاطين وأعوذ بالله من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا واعوذ بالله من من ينفقون الأموال الكثيرة في حرب الذين آمنوا.
وبيض الله وجهك يا أردوغان ونصرك على أعدائك ومعك أدعو لأخيك أمير قطر تميم وأشباهه من حكام المسلمين.
وسوم: العدد 873