في المشهد السياسي ( وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ )
وثلاث رسائل سريعات :
الرسالة الأولى إلى الرئيس الموريتاني .. الذي أرسل رسالة تهنئة إلى بشار الأسد فيما يسمى بيوم الاستقلال ..
في تراثنا الثقافي نص مكذوب على رسول الله يقول " يرقص للقرد في دولته " نتمنى على علماء نواكشوط أن يعلّموا رئيسهم أن هذا الحديث مكذوب موضوع . وأن عمله به مما لا يجوز ، وأن الرقص مهما كان مما يقبح بالرؤساء . صحح لي بعض المطلعين ، أن التهنئة ليست إلى مرسلها الظاهر ، بل هي إلى اثنين سواه : أولا هي إلى الروس الذين يريد الرئيس الموريتاني أن يصطنع عندهم يدا .. ولذا لاحظنا حجم الاهتمام الذي أبدته ( ار. تي ) الروسية بالخبر . وهي ثانيا إلى الصهاينة في تل أبيب حيث يتطلع الرئيس الموريتاني إلى الوصل عن طريق هذا المرسال ، ولكنه مع أسف مرسله ، ضاع في زحمة التناحر على مقام تشكيل الحكومة هناك ..
الرسالة الثانية :
حول القصف الصهيوني لسيارة الجيب الحزبللاوية عند جديدة يابوس السورية ..!!
ولم يرشح الكثير عن القاصف والمقصوف ، وقالوا طائرة مسيرة بصاورخين الأول أخطأ ، والثاني أصاب ، ولكن بعد أن طارت العصافير . قالوا إن سيارة الجيب كان يقودها ابن عماد مغنية . واستدلوا من ذلك أن القطط الذين فيها كانوا سمانا . لا أحد استطاع أن يعرف : من ؟ ولا لماذا ؟ ، ولكن الكواهين الذين أخذوا قرار القصف ، ولا شك كانوا يعلمون ..
أجمل شيء قرأته من مصادر حفية : أن القصف الصهيوني على السيارة اللبنانية ، على الحدود السورية ؛ وقع ضمن تفاهمات " قواعد الاشتباك " . مفاد هذه الكلمة أن إسرائيل مارست حقا معترفا لها به ، من قبل بقية الأطراف. وأن الذي يدخل منا بين البصلة وقشرتها ، لا ينوبه إلا الذي تعلمون ..
التوصية للشبيح حسن نصر الله : إيه طول بالك ..ما فيها شي ..عادية جدا ..
الرسالة الثالثة حول جملة اللغط الذي يدور في الشمال السوري ...
من ؟ ومن ؟ ومن ؟ ومن ؟
يقول ربنا تبارك وتعالى : ( وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ) ومعنى الآية هنا أنه متى اجتمع الناس واختلطوا ولو على قصعة طعام ، ظهر البغي منهم فهذا إلى لقمته أسرع ، وذاك لقمته أكبر ..
ولقد راهن الذين جمعوا هذا الفئام من السوريين في هذا الشريط الضيق على مدى سنوات على مثل هذا ..بل على ما هو أكثر منه ، ولاسيما حين يلبس الثعالب ثوب الواعظين . وأقبح ما ابتليت به الثورة السورية الثعلب المانح . ورحم الله أمير الشعراء : مخطئ من ظن يوما ..أن للثعلب دينا
التناقضات الصغيرة ، والجزئية ربما لا تنتهي . والاستقصاء في معرفة الباغي والمبغي عليه في كل جزئية أمر يطول ، وضابط أمرنا نحن السوريين السوريين في هذا الموقف في ثلاثة سطور ..
أولا -أن يكون لنا مشروعنا الوطني المستقل برؤيته الاستراتيجية ، وخطواته التكتيكية ما وسعنا الجهد ..وهذا مسئولية من تصدر ..!!
ثانيا - أن نعتبر جارنا التركي حليفنا الاستراتيجي الأول ، وحلفنا معه تفرضه الجيوسياسية ، كما تفرضه المصالح المتعانقة ، مع الثقافة والحضارة والتاريخ ، وهو تحالف يجب أن نتمسك به ، ونعض عليه بالنواجذ ، من غير تفريط ولا تضييع ، ولا غفلة عن الخصوصيات ..حلفنا مع جارنا التركي في الظرف الذي نعيش : هو حلف الضرورة الذي لا غنى لنا عنه ، وحلف المصلحة الذي فيه قوامنا وبقاؤنا واستمرارنا. وحلف الأمل الذي يفتح أمامنا الآفاق لنرود المستقبل ، ونتجاوز العقبة ، وعسى أن يكون ما بعد كورونا أسهل علينا مما كان قبلها .
ثالثا - أن ننبذ إلى من جربناهم فخذولونا ، وكانوا دائما ذريعة إلى بلائنا كلنا على سواء . وموقفنا هذا منهم لا يمنع أن نخاطب سوادهم ، من كان منهم حريصا على نصرة رؤية أو إنسان ... أن عليه أن يخلع ثوب الغرور والادعاء ، وأن يتوقف عن أن يكون سببا للإجلاب .. وأن يقر بمعطيات الواقع انتهاضا لتغييره ، ولا يغير الواقع بمكابرة تزيد الطين ضغثا على إبالة ..
ونحن السوريين السوريين أقصد لا نخوض معركتنا معركة شخصية ، ولا حزبية ، ولا فئوية ..نخوضها تحت عنوان عريض جامع للعدل والحرية ..
ونداؤنا لكل السوريين: افعلوا ما تقتضية مصلحة هذا الشعب الذي قدم مليون شهيد . والزموا ما تقتضيه مصلحة الأرملة الكسيرة والشيخ العاجز والطفل اليتيم ..
نقول للذين تابعناهم أكثر من مرة يلوحون بالرايات ثم يولون ..
وعندما يجد الجد ، تعلمون ونعلم أنه ما كل السوريين يجدون إلى الباصات الخضر ما تجدون من سبيل ..
وسوم: العدد 873