المعارضة السورية وداء الهيُام، أيها السوريون العقلاء : إياكم وبنيات الطريق
والهُيام على ما تقول العرب ، داء يصيب الإبل ، فتظل تشرب فلا تروى ، وتهيم مضطربة حراكا هنا وهناك، لشدة ما تشعر به من شدة العطش . قال تعالى عن الشاربين من حميم جهنم يشربون ولا يرتون : ( فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ ) شرب الإبل المصابة بكورونا الهيام .
وأطلقوه بعدُ على العاشق لما يجد من حر العشق حتى يلتقي بمن يعشق ، فقالوا : به داء الهيام .
وسموا به بناتهم ، فهيام من أسماء النساء ، وهو علم على امرأة يتوقعون لها ان تكون سبب هيام قيسها بها ...
وحين نبذ القرآن الكريم الشعراء قال ( أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ ) وبالطبع نبذهم واستثنى منهم ؛ ليكون منا الهيام بقولهم الجميل .
ولكن موضع شاهدي في هيام الشعراء هو قوله تعالى ( فِي كُلِّ وَادٍ ) .
وفي واقعنا الثوري سبعة وسبعون مشروعا جانبيا يشغلون الناس عن مشروعهم الأصلي ، وكلهم يحسبون أنهم مهتدون . يرمز العرب بالسبع وبالسبعين التكثير . وليس للحد .
وحين ننظر اليوم إلى حال سواد المعارضة السورية ، والسواد يشير إلى عموم من غير استقصاء ، نجد حالات من الهيام المتمثل في حرقة ولوعة وظمأ وحاجة من جهة ، كما نجد إلى جانب ذلك اضطرابا وترددا حركيا وجيئة وذهابا وصعودا وهبوطا وتقدما وتأخرا ... فعل الهائم الذي تحركه حرارة الجوف فلا يسكن ، ويظل في حراك عبثي لا يفتر ولا يتوقف ، في كل واد ، ومع كل خبر ، وأمام كل تفريعة على الطريق ..
وكأن القوم لا يملكون رؤية ولا مشروعا ولا هدفا ، تكفي محطة من محطات الأحداث العابرة لتشغلهم عن أول أمرهم وعن قصدهم وما أكثر الاستراحات والمطبات على الطريق ..
قال وليد المعلم سنغرقهم في التفاصيل ..
وقال الله تعالى : ( وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ )
وجاء في الأثر : وعليكم بالجادة وإياكم وبنيات الطريق . بنيات الطريق تفريعة على اليمين وتفريعة على الشمال ...
فمتى ( يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ) ؟!!
ولو شئتم أعنون لكم كل مرة عناوين محطاتنا الصغيرة . وانشغالاتنا بما لا معنى له ، ولا أثر له على محور جهدنا الرئاسي كما يقولون .
وشغلنا الحقيقي اليوم على جميع الصفحات هو هذا الذي تعرفون ...
ألهى بني تغلب عن كل مكرمة
قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
تعرفون أكثر مني عن فيديو عمرو بن كلثوم !!
وربما غدا أو بعض أيام فقاعة أخرى وبالون أصفر أو أحمر آخر عليه نشتغل ...
وفِي الأخبار : مبعوث أمريكي يحاول أن يجمع أربعة عشر حزبا كرديا تحت إمرة مظلوم عبدي ...
وفيها أيضا والعهدة على الرواة أن مسئولا عسكريا روسيا من قاعدة حميميم جمع وجوه المسيحيين في بعض قراهم من محردة وغيرها ، يستشيرهم عن سورية المستقبل كيف يريدونها أن تكون ..
وقومنا مختلفون : خلاف رامي مخلوف مع أسماء الأخرس التركمانية ، أو مع ماهر الأسد ابن العمة العزيز !!!
( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ )
وإياكم وبنيات الطريق .
وسوم: العدد 875