مشغولون.. بماذا !؟
قال أحد الشعراء ، معرّضا بمالك بن طَوق :
الناسُ : كلُّ امرئٍ يَسعى لحاجتِه مابينَ ذي فرَحٍ منهمْ ، ومَهمومِ
ومالكٌ ظلَّ مشغولاً بنِسبتِهِ يُرُمُّ منها خَراباً ، غيرَ مَرمومِ
يُبني بيوتاً خَلاءً ، لا أنيسَ بها مابنَ طُوقٍ ، إلى عَمرِو بنِ كُلثومِ
وقال شاعر آخر:
ألهَى بَني تَغلبٍ ، عن كلِّ مكرُمةٍ قصيدةٌ قالها عَمرو بنُ كُلثومِ !
فبمَ يُشغَل الناس ؟
كلٌّ يُشغَل ، بما يُهمّه ، وبما يناسب مَداركه ، وبما يُلحّ عليه ، من أمور حياته ..! وفي هذا ، كلّه ، تتفاوت أولوياتُ الناس ، وترتيبُ مَشاغلهم ، حسبَ أهمّيتها ، لديهم !
فبعضّهم ذكَرهم القرآن ، وذكَر مشاغلَهم عن الجهاد، فقال ، عزّ وجلّ ،على ألسنتهم: (شَغلتنا أموالنا وأهلونا..).
والناس ، في عصرنا ، لكلّ منهم شأن ، يَشغله عن غيره !
فهذا مشغول بدراسته ، في المدرسة ، أو الجامعة ، يسعى إلى النجاح أو التفوّق !
وذاك مشغول بتحصيل العلم ، في تخصّص ما، ويحرص على كلّ ساعة، من وقته!
وذاك مشغول بزواجه،أو متزوّج،ومشغول بتربية بنيه، وتدريسهم ،وتزويج بعضهم!
وبعضهم مشغول ـ بالبحث عن رزقه ، ورزق أسرته ، ليس لديه اهتمام ، بأمرآخر!
وبعضهم مشغول بعدوّ، شكّل له ، أو لأسرته ، تهديداً .. فلا وقت لديه ، لأمر آخر!
وبعض الناس مشغول ، بتصيّد أخطاء ، مَن حوله ، والتشهير بها وبأصحابها!
وبعض الناس مشغول ، بالكيد لفلان ، أو فلان .. لأسباب شخصية ، أو أُسَرية !
وقسم منهم مشغول بصحّته ، يعاني من مرض مُزمن ، أو أمراض عدّة !
وقسم مشغول بدنياه ومتاعها ، لايكفّ عن طلب المال ، وتثميره، واقتناص المتَع!
وقسم مشغول بتلميع صورته ، ورفع شأن نفسه ، فلا يكفّ ،عن تمجيد ذاته !
وقسم آخر مشغول بشؤون أمّته ، أو شعبه ، عبر عمل داخلي ، أو خارجي !
وبعض منهم مشغول ، بأمورعدّة ممّا ذُكر، ومن غيره، ويشكو من أن الواجبات ، أكثر من الأوقات !
وسوم: العدد 876