اتصال هاتفي يصنع تغييراً
تهتمُّ الشركاتُ الناجحةُ بعملائها، تتابعُ احتياجاتِهم، تتأكدُّ مِنْ رضاهم على خدماتِها لهم، وتسعى دائما ً لتقديم الجديدِ والمفيدِ لهم، الزبائنُ أو العملاءُ هم مصدرُ الدَّخلِ للشركات، خسارةُ العملاءِ تعني إفلاسَ الشركة.
في صباحِ اليومِ تلقيّتُ اتصالاً من شركةِ الهاتف، سألني الموظفُ بغايةِ اللُّطفِ عنْ احتياجاتي كعميلٍ عندَهم، وإنْ كُنتُ راضياً عن خدماتِهم؟ شَكَرْتُه وتمنيتُ لهُم دوامَ النجاحِ والتوفيق.
بَعدَ أنْ أغلقتُ الهاتفَ سألتُ نفسي: لماذا لا يتفقد كلٌّ منّا عملاءَه؟
منْ هُم عملائي؟ هل سألتَ نفسكَ من هم عملاؤك؟
إنْ كنتَ شخصيةً سياسيةً معروفة، فكلُّ أبناء الوطن هم عملاؤك، وعليكَ رعايتُهم وتفقدُ احتياجاتِهم، والسَّهَرُ على خدمتهم.
إنْ كنتَ قائداً ميدانياً، فجنودُك من عملائك، وعليك تأمينُ مستلزماتِهم، والاهتمامُ بأهلهم وأبنائهم.
إنْ كنتَ مديراً، فموظفوك من عملائك، وعليك الاطمنئنانُ عليهم وتوفيرُ الأدوات التي تساعدهم لأداء مهماتهم.
والأمّ زوجُها ووالديها وأولادُها وإخوتُها وأخواتُها وقريباتُها وجاراتُها من عظيمِ عملائِها.
لا يوجدُ بيننا إلاّ وله عملاءٌ كرامٌ كالوالدين، لهم علينا واجبُ البرّ، أومعلمين لهم علينا حقوق، وأشقاءٌ وأصدقاءٌ وجيران.
الشركاتُ تسعى لخدمةِ عملائها لأنَّهم مصدرُ دَخْلِهم، ونحنُ كذلك علينا أنْ نسعى لخدمةِ عملائنا فهم مصدرُ سعادتنا.
ولئنْ كانَ أربابُ العملِ والسياسة يهتمون بالزبائن والعملاء والعمال... طلباً للمنفعة الذاتية ولا ضيرَ في ذلك فإنّ المؤمنَ يستشعرُ فوقَ ذلك أنه راعٍ ومسؤولٌ عن رعيته ما يجعلُ العلاقةَ أكثرَ إنسانيةً. عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ألا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ، وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ، وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِه) متفق عليه).
فلنعرّفْ عملاءنا، ولنحدّدْ أولوياتِهم، ولنسعَ لهُمْ وبِهم نحوَ سعادتِنا وسعادتِهم.
وسوم: العدد 877