بطاقة عيد، العيد : لغة وفقها وشيئا ما ..
العيد : وأصله ، العِوْد ، فانقلبت واوه ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ..
وهو من العود مرة بعد مرة يعود .
وحين سأل عيسى عليه السلام ربه مائدة ووعد أن يكون نزولها يوم عيد ، لأول النصارى وآخرهم ، قصد أنها تكون يوم فرح ويوم تعظيم وعبادة ..
وقال الأصبهاني : " وخُص العيد في الشريعة بيوم الفطر ويوم النحر . ولما كان اليوم مجعولا للسرور في الشريعة كما نبه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : أيام أكل وشرب وبعال ؛ صار يستعمل - اسم العيد - في كل يوم فيه مسرة ..
قال زهير : فالعيد في الإسلام يوم نسك ، يبدأ بالصلاة تعظيما له ، ثم يكون سائر نسكه إظهار الفرح . ويجوز فيه من إظهار مشاعر الفرح ما لا يجوز في غيره ، كما في حديث غناء الجاريتين في بيت أمنا عائشة ، وبحضور سيدنا رسول الله . وأكرر أجمل نسك في العيد هو إظهار البشر والفرح ، وإنما يفرح المسلم أصلا بما أدى من نسك . فاستبشروا يا عباد الله . ومن لم يجد الفرح إلى قلبه سبيلا فليتصنعه ، ولاسيما أمام أهله وأطفاله . وكانوا يقولون ليالي " إن لم تبكوا فتباكوا " وعليها أقيس ، تصنعوا إظهار الفرح فتفارحوا ، وليفرح بعضكم بعضا ، وليفرح بعضكم أمام بعض ، ويارب لك الحمد أبقيتنا وأعنتنا فصمنا ، فاللهم ربنا تقبل منا رمضان وبلغنا رمضان وأعنا على صيامه والوفاء بحقوقه ..
دقيقة وجليلة في كلام الأصبهاني السابق فتأمل ..
قول الأصبهاني رحمه الله في مفردات القرآن : صار - يعني اسم العيد - يستعمل في كل يوم فيه مسرة . يدل على جواز تسمية غير يومي الفطر والأضحى بيوم عيد . ولا حرج في ذلك ، والذين يثربون على الناس عند كل حرف ينطقون به ، إنما هم ضاقت وديانهم فما سالت إلا بوشل وقليل ماء . تناجي أم الشهيد وأم الأسير ولدها فتقول : يوم عيدي يوم لقياك . ويضرب على يدها فظ غليظ ..
ثم انظر ما قال الخليل بن أحمد ، وحسبك بالخليل بن أحمد علم وفضل ودين : العيد كل يوم يجمع ..، فكل يوم يجتمع فيه الناس احتفاء بأمر يمكن أن يسمى عيدا . ولا ينقض ذلك ما سماه الرسول الكريم في الفطر والأضحى أنهما لنا عيدان ..فعيد عموم ، وعيد خصوص . وعلى هذا يخرج قول الناس اليوم عيد الأم وعيد الشجرة ...
وأكمل مع الأصبهاني ، قال : العيد كل حالة تعاود الإنسان ، أي تعود إليه ، . والعائدة كل نفع يرجع على الإنسان . والعادة كل ما يعتاده الإنسان وقيل : العادة طبيعة ثانية .
وقال ابن الأنباري :
سمي العيد عيدا للعود في المرح والفرح ، فهو يوم سرور للخلق كلهم !! ألا ترى المسجونين في ذلك اليوم لا يطالبون ولا يعاقبون ، ولا يصاد الوحش ولا الطيور ولا تنفذ الصبيان إلى المكاتب ...!!
وحين قرأت حديث ابن الأنباري عن المسجونين الذين لا يعاقبون ولا يطالبون ... تغشتني غاشية غم كادت تحجب فرحة العيد أو حجبت ..
تقبل الله منا جميعا صيامنا وقيامنا ونسكنا
بارك الله لنا في أعيادنا .. وأفاض مسرات عيدنا وزاد في فرحنا وبشرنا ..
اللهم آو مهاجرينا ، وارزق محاويجنا ، وفرج عن معتقلينا وأسرانا ..
واجعل فرحتنا بالأخرى التي تعلم أننا نحبها : نصر منك وفتح قريب ..
اللهم ولكل المستضعفين المقهورين : نصر منك وفتح قريب ..
اللهم وكل الشام شام رسولنا وشامنا ...
وكل عام وأنتم جميعا بخير ..
ويليه عندما يكون الفرح نسكا إن شاء الله
وسوم: العدد 878