الثورة الجزائرية لم تستعن بالأجنبي ضدّ أبنائها وجيرانها وإخوانها
1. قرأت لأساتذة جامعيين جزائريين يبرّرون للاحتلال الروسي والأمريكي والإيطالي والتركي والقطري والإماراتي للجارة ليبيا. وانقسم الجمع إلى قسمين: قسم يبرّر لهذا الاحتلال وقسم يبرّر لذاك الاحتلال.
2. قال الأوّل: حتّى الثورة الجزائرية استعانت بالخارج. وقال الثّاني: استعان أجدادنا بالعثمانيين لمحاربة الصليبيين الإسبان. وقال الثالث: لايحقّ لك أن تبقى على "الحياد؟ !" وعليك أن تقف مع المحتل التركي والإماراتي الذي يمثّل "الحق؟ !" و العدل؟ !" و"الشرعية؟ !". وقال الرّابع: لايحقّ لك أن تبقى على "الحياد؟ !" وعليك أن تقف مع المحتل والإماراتي والروسي الذي يمثّل "الحق؟ !" و العدل؟ !" و"الشرعية؟ !". وعليه أقول:
3. من الإهانة والذلّ والهوان التي ابتلي به الجزائري أن يبرّر لاحتلال إخوانه وجيرانه من طرف المحتل الروسي والأمريكي والإيطالي والتركي والقطري والإماراتي والفرنسي للجارة ليبيا. وهو الذي ظلّ يحارب الاحتلال الفرنسي مدّة 132 سنة.
4. أظلّ أعتبر تبرير الجزائري لاحتلال جيرانه وإخوانه من طرف العربي والغربي والتركي والإيراني من عمل الحركى الجدد.
5. انطلقت الثورة الجزائرية من الجزائر وبسواعد جزائرية ولم يكن للأجنبي دخل فيها ولا توجيها منه. ولم تطلب الثورة الجزائرية حينئذ دعما ولا سندا من أية دولة خارجية.
6. بعد انطلاق الثورة الجزائرية وتشديد الخناق عليها من طرف الاستدمار الفرنسي لجأت مضطرة إلى إخواننا وأحبّتنا تونس والمغرب ومصر. ونستغلّ الفرصة لنقدّم كافّة الشكر والامتنان لإخوتنا وأحبّتنا في تونس والمغرب ومصر وكلّ فرنسي وعربي وغربي على المساعدات التي قدّموها للثورة الجزائرية، والتي نظلّ نذكر فضلها علينا وفضل أصحابنا إلى أن نلقى ربّنا.
7. بعد سنوات من الثورة الجزائرية طرحت قضية الثورة الجزائرية على الأمم المتحدة. ورفض حينها الاستدمار الفرنسي طرح القضية باعتبارها "شأن داخلي؟ !" وأنّ "الجزائر مقاطعة فرنسية؟ !". وفي المقابل وقفت دول عربية وغربية مع الجزائر. ووقفت دول حليفة للاستدمار الفرنسي ضدّ الجزائر.
8. مايجب التركيز عليه في مثل هذا المقام أنّ الجزائر لم تستعن بأجنبي عربيا كان أم أعجميا أم غربيا ضدّ أبنائها وجيرانها وإخوانها من العرب والمسلمين.
9. مايحدث الآن في ليبيا أنّ إخواننا وجيراننا وأحبّتنا في ليبيا استعانوا بالمحتل الروسي والأمريكي والإيطالي والتركي والقطري والإماراتي والفرنسي ضدّ أخيهم اللّيبي ولحرق ليبيا بأيديهم وبالأجانب المحتلين. بينما الثورة الجزائرية قامت بآيادي جزائرية. وحين استعانت بالأجنبي كان ذلك ضدّ محتلّ فرنسي مغتصب. ولم تستعن أبدا بالأجنبي ضدّ أبنائها الجزائريين ولا ضدّ أرضها الجزائر ولا ضدّ جيرانها ولا ضدّ إخوانها.
10. أمّا فيما يخصّ استعانة الجزائريين بالعثمانيين لصدّ الاحتلال الإسباني الصليبي. أقول: نعم استعان الجزائري بالعثمانيين وطلبوا منهم البقاء في الجزائر . والسؤال: هل استعان الجزائري بالعثماني ضدّ أبنائه ووطنه الجزائر وضدّ جيرانه؟ أم استعان بالعثماني ضدّ الصليبي الاسباني؟.
11. والإجابة واضحة: استعان الجزائري يومها بالعثماني لمواجهة الاحتلال الصليبي الاسباني ولم يستعن أبدا بالعثماني ضدّ إخوانه وأبنائه الجزائريين ولا ضدّ أرضه ووطنه الجزائر ولا جيرانه.
12. فيما يخصّ مسألة "الحياد؟ ! في المواقف السياسية. قلت وأكرّر وأؤكّد: لايمكنني بحال أن أقف على الحياد حين يتعلّق الأمر بالاستدمار الفرنسي للجزائر والاحتلال الإيطالي لليبيا والاغتصاب الصهيوني للأراضي العربية. في هذه الحالات أقف ودون تردّد مع إخواني وجيراني الذين يتعرّضون للاحتلال الغربي والصهيوني. و القاعدة في ذلك أنّ محاربة المحتل الغربي والمغتصب الصهيوني للأرض والعرض وللإخوة والجيران لاتحتاج لإذن ولا انتظار. وقد قال أسيادنا الفقهاء من قبل: حين يقع الاحتلال لاتستأذن الزوج زوجها.
13. من ناحية ثانية عهد قطعته على نفسي: لايمكنني بحال أن أقف مع المحتل العربي أو الغربي أو الأعجمي ضدّ أبنائي وأرضي وجيراني وإخوتي من العرب والمسلمين ومهما كانت الدواعي والأسباب، فإنّ ذلك من الخيانة التي لاتليق بجزائري ظلّ يحارب الاستدمار الفرنسي طيلة 132 سنة.
14. مايؤسفني حقّا أنّ بعض الجزائريين أمسوا يبرّرون لاحتلال جيرانهم وإخوانهم من طرف المحتلّ العربي والغربي والأعجمي. وبهذا فهم يرتكبون نفس الجريمة التي ارتكبت إبّان الغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 حين تمّ الترويج لفكرة "جواز الاستعانة بالكفار؟ !" وحطّمت على إثرها أعظم حضارة وهي العراق وسورية والآن الجارة ليبيا ... باسم التبرير للاحتلال.
وسوم: العدد 880