الحياة والموت لله .. فهل السياسة لأحدهما ، أم لكليهما ؟

قال تعالى : (قل إنّ صلاتي ونسكي ومَحياي ومماتي لله ربّ العالمين)

فهل العمل السياسي : من المّحيا ، أم من المَمات ؟

وهل السياسة: من الحياة ، أم من الموت؟ وهل هي : من عمل الأحياء ، أم من عمل الأموات؟

فإذا كانت من الموت ، أو من عمل الأموات ، فماذا يعمل الأحياء ، وكيف يديرون أمورهم ، في حياتهم ؟ وواضح أن الجواب ، على هذا السؤال ، هو مجرّد تحصيل حاصل ! فإذا مات الإنسان ، انقطع عمله ، إلاّ من ثلاث ، كما ورد في الحديث النبوي !  

وإذا كانت السياسة ، من الحياة ، فهل ينقطع تأثيرها، في الحياة، بعد موت صانعيها، أم يستمرّ، في الأبناء والأحفاد، وينفع الأمّة، بأسرها، جيلاً بعد جيل،عبرَ تقويتها: علماً وسياسة، واقتصاداً وتربية وثقافة، وقوّة شوكة؟ وإذا كانت كذلك، فهل يستفيد صانعها منها ، في حياته ، وحدَها ، أم بعد موته ، كذلك ؟

وهل الإمام العادل ، الذي يُظلّه الله في ظله ، يوم لا ظلّ إلاّ ظلّه – كما ورد في الحديث الشريف - يَعدل في الدنيا ، فيثاب في الآخرة ، أم يعدل في الآخرة ، فيثاب بعمله الأخروي ، بثواب أخروي ؟

وهل السياسة الرشيدة ، التي تنفع الناس ، في حياتهم ، وبعد مماتهم .. هل هي ممّا يدفع الناس ، إلى إنجاب الولد الصالح ، وتنشئته وتربيته ، على الاستقامة والصلاح ، ليكون لبنة قويّة ، في بناء مجتمعه.. وممّا يدفع.. إلى الصدقة الجارية ، التي تنفع المجتمع.. وممّا يدفع إلى العلم ، الذي يُنتفع به .. وهي الأعمال ، التي ذكر النبيّ ، أنها لاتنقطع بعد الموت ؟

وسوم: العدد 880